الشعاع الواضح في سيرة السيد القطب الغوث الشيخ صالح الضريفي الرفاعي الحُسيني)
(( قدس الله سره العزيز (دفين الموصل أخو هدله واخو حليما))1100هجري تقريبا
عاش السيد الأمير أحمد حياة مليئة بالتقوى والورع سائراً على درب أجداده الكرام وخلف أباه السيد الأمير محمد بك وكانوا من أُمراء عبادة في العراق (الموصل) فأكرمه الله بالولد الأول وهو السيد الأمير فرج الذي خلف الأمير أحمد بشؤون الإمارة وأكرمه الله عزوجل بالولد الثاني وهو سيدنا الشيخ صالح الذي تفرس في وجهه علامات الولاية الكاملة فكان محط الأنظار.
درس الشيخ صالح قدس سره في كتاتيب الموصل وتعلم أحكام دينه كان محب للصالحين يزور مراقد آبائه وأجداده من آل البيت في العراق كان حسن المبسم متوسط القامة أسمر اللون طليق اللحية يرتدي عمامة خضراء وعباءة نحيف الجسم وجهه نورني حديثه جميل لايمل منه أحد إذا نصح إقتصر بمفهوم عام قائماً لله أوقاته أوراد وأذكار عليه هيبة جده الإمام الرفاعي كلامه يعبر عن سر قديم في صدره .
بعد أن بلغ صاحب الترجمة مبلغ الرجال لسان الأمر يأمره بالسياحة فستأذن الشيخ صالح من أبيه قائلاً حديث جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (سياحة أمتي جهاد) وزار مراقد آبائه وأجداده في العراق وراح يقطع الجبال والوديان سائرا على بركة الله إلى الجزيرة السورية.
وصل سيدنا الشيخ صالح إلى منطقة الرقة وجلس أمام نهر فوجد مقابل النهر أرض زراعية وفيه إمرأة تبكي فسألها ما يبكيكي فقالت له : إني إمرأة فقيرة ولدي هذه الأرض أقتات منها وأزرعها في هذا العام البطيخ وهناك من يسرق كل شي نزرعه فقال لها الشيخ بلسان الحال : لا تخافي بعد اليوم لن يستطيع أحد أن يقترب على رزقكي فسألته عن نفسه فقالت له :أنت يا شيخ غريب عن هذه البلاد فألحت عليه أن يعرفها على نفسه وقال : أنا من أهل العراق من أشراف الموصل إسمي صالح الضريفي فبات ليله هناك ولم يستطع بعدها أن يقترب للأرض وثمارها وغادر الشيخ صالح من الصباح الباكر خشي على نفسه من الرياء وبنت له المراة وأولادها في نفس الأرض مزار يسمى مزار الشيخ صالح يتبرك به الناس إلى اليوم.
إتجه الشيخ صالح إلى قرية القطعة (البوليل) وزار أولاد عمه السادة الضريفات القاطنين فيها وسكن فترة من الزمن هناك في حين أن هناك قبيلة تريد غزو القطعة فدخلوا إلى المكان الذي يعيش فيه الشيخ صالح فطلب منهم العودة ولم يكترثوا فأخذ الشيخ يرتعد وأمسك بشي من التراب وصاح طالبا من الله يد المعونة ورش بها الفرسان وبقدرة الله وبسر الشيخ الذي أستودعه الله فيه تحول التراب إلى رصاص كاد أن يودي بحياتهم وولوا مهزومين ومازال أمر الشيخ يكبر حتى لسان الأمر يأمره بالسياحة من جديد. ورحم الله القائل:
ويشهدون البوسراية وإنوا من سباع الولاية الشيخ صالح وراية بسرو جاك عناية
وصل الشيخ صالح إلى منطقة تسمى البريهه وأستظل بظل شجرة مثمرة وأخذ يتردد على هذا المكان ويجلس بظل الشجرة فأراد أحد المزارعين قطع الشجرة متذرعا أن هذا الشيخ الغريب عن البلاد يزعجه وجوده فراح المزارع إلى الشجرة ولم يجد أحد فانهال عليها ضربا بأداة حادة فأنحنت الشجرة وتصبب منا نقاط دم فما إن راى المزارع ذاك المنظر حتى كاد أن يغمى عليه فهرب مسرعا خائفا من تلك الكرامة وبقدرة الله قد أفرعت الشجرة من قصاصات الشجرة الأمامية ولم تفرع من جذعها وهي أثر إلى الآن يتبرك به في البريهه بدير الزور قرب البصيرة ضمن غرفة وفيها مقام له .
أستقر الشيخ صالح في آخر حياته في الموصل وبنى زاوية فيها وكثر له المحبين وأعتقد به العام والخاص ولم ينكر أحد عليه وقيل أنه كان صاحب وقت وكثرت كراماته وخوارقه وكان قليل الكلام ، وكانت بنت أخ الشيخ صالح السيدة ست النسب بنت السيد فرج قد زوجها أباها لأحد الناس وسكن في الجزيرة الفراتية وبعد وفاة أبيها أخذ ذاك الرجل يقسي عليها ويعاملها معاملة سيئة وفي يوم من الأيام قررت الخروج مع القافلة إلى العراق لتذهب إلى عمها الشيخ صالح وتشكي له من زوجها فخرجت فجراً مع تللك القافلة المتجهة نحو الموصل وعندما أستيقظ زوجها صباحاً لم يجدها فدري بأمرها وذهابها مع القافلة فأمتطى فرسه ولحق بالقافلة إلى أن وصلها فطلب منهم التوقف وقص عليهم أن هذه المرأة قد عصتني وتريد أن تتركني وقد أعتدت علي وأخذت مالي فأنزلوها من القافلة وأخذ زوجها يمد عليها فوهة الباردوة ليقتلها فطلبت من أمهلها لتنزل من على ظهر الفرس فنزلت وأخذت عوداً ورسمت دائرة في التراب ووقفت في منتصفا وقالت قصيدة مشهورة:
يارايح للشيخ صالح خذلي تحية وقلوا تدارك من صارت غبيّة
عاري عليكم يالسادة الحُسينية إدركوا نسلكم ياآل الرفاعي
أدركوا نسلكم من جور الظلامي قالم عني خوان الإيامي
مداد جدكم أحمد التهامي عجلوا المدد ياجملة السباعي
لأرسل سلامي وظلمتني القومي أندب وأشوشح ياسور المضيومي
ياشيخ صالح قوم لأكشم هدومي وعاري عليك ياطويل الباعي
فماأن تمت هذه الأبيات وقالت (جعلت بيني وبينك الشيخ صالح) حتى أرتمى زوجها من الفرس مقتولاً بسر الله ومدد الله وجدها رسو الله صلى الله عليه وسلم وبكرامة عمها الشيخ صالح فتابعت مسيرها في القافلة حتى وصلت عمها الشيخ صالح فوجدته يصلي وبعد أن أنتهى من الصلاة تبسم وقال لها عندما أنتخيتي بي فرطت حبة من حبات المسباح وطارت لمكان القافلة فلو أنكي درتي حوله وجلبتلي أياها ورحم الله السيد الخابوري إذ يقول:
ياآل طه نوركم هو الوضّاح جدكم خير الورى نور الصباحي
وآل الرفاعي سادة كرام منهم الشيخ صالح أبا مسباحي
له تشهد البلاد قاطبة بتقواه وكرامته حين طاحي
هذه مقتطفات من كرامات شيخنا وجدنا السيد الشيخ صالح فهناك كرامات لم أذكرها لأنها تريد كتاب مفرد بها لكثرتها والحمد لله فذلك من فضل الله على أوليائه وعلى آل البيت الأطهار وكل من صدق السير إلى الله جل جلاله فالشيخ صالح كثير الخوارق فقد طار في الهواء وشفى الله على يده كل من قصده وكان لأحد يعرفه فكل ما تحصل له كرامة ينتقل من مكانه إلى مكان لاأحد يعرفه خوفا على نفسه من الرياء والشهرة.
هذه مقتطفات من سيرة القطب الغوث الشيخ صالح الضريفي الرفاعي الذي عاش أرض العراق وسوريا متسلقا شامخات العز والمجد والولاية كيف لا فأبآئه وأجداده ورثوا العز والولاية كابر عن كابر توفي الشيخ صالح قدس الله سره ودفن في الموصل وقبره علية قبة خضراء معروف ويزار بجانب زاويته المباركة نفعنا الله بعلومه وبركته وبه ينتخى بالشيخ صالح فينادى (أخو هدله وأخو حليما ) وبها يعرف كل إنسان من السادة الضريفات في كل مكان ويلقب الشيخ صالح ( أبو المسباح وأبو بشت وسبع النار).
عن كتاب السلالة البهية من الدوحة الهاشمية/تأليف السيد علي الضريفي الرفاعي الحُسيني تقديم السادة الأفاضل:
د.محمد منير الشويكي(نقيب السادة الأشراف في سوريا)
الشيخ عبداللطيف المحاميد( من نسابي الشام)
السيد أحمد الكردوش آل الشيخ صالح (عميدالسادة الضريفات في سوريا وأمين نسبهم)
منقول عن منتدى الموسوعة الرفاعية وهناك صورة مرقده بنفس المنتدى