محمد الامام المدير العام
عدد المساهمات : 3043 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 64 الموقع : مدير منتدى ال البيت الكرام
| موضوع: الشيخ محمود صديق المنشاوى 2009-09-29, 8:50 am | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :الشيخ محمود بن صديق المنشاوي نبذه عن فضيلتهصاحب الصوت الباكي الشيخ محمود صديق المنشاوي ثالث فرسان عائلة الشيخ صديق المنشاوي التي ضمت 18 فرداً حفظوا وخدموا القرآن الكريم في كل مكان رحلوا وأقاموا فيه. والشيخ محمود صديق أحد أفراد هذه السلسلة الطيبة صاحب الصوت الشجي الباكي، ذاع صيته بين اهله في جنوب مصر قبل أن يحضر للقاهرة ويدخل الإذاعة المصرية، قرأ السورة في اعز مساجد المصريين مسجد الامام الشافعي كما طاف عددا من مدن وبلدان العالم الإسلامي. أبا عن جد، وجدا عن سابع جد تتوارث هذه العائلة تلاوة وتجويد كتاب الله، حيث يقوم الأبناء بغرس حب التلاوة في أولادهم ثم احفادهم، فعائلة الشيخ صديق المنشاوي التي اطلق عليها عائلة “بيت القرآن” خرج منها الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله، ثم الشيخ محمود صديق المنشاوي إلى جانب الوالد الكبير الشيخ صديق المنشاوي، وأخيرا الشيخ صديق ابن الشيخ محمود. يقول: نشأت في أسرة طابعها وعيشتها الأولى القرآن الكريم، فهذا والدي الذي ذاع صيته دون أن يدخل الإذاعة، وذاك أخي الشيخ محمد الذي اصبح ملء السمع والبصر الا أن الله توفاه ولم يتعد الاربعين عاما، وهأنذا اكمل طريق الدعوة إلى الله بالقرآن. حفظت القرآن الكريم وسني لم تتجاوز 9 سنوات، كنت أردد الآيات التي حفظتها في كل مكان اذهب اليه، إلى جانب أنني كنت ملاصقا لوالدي الشيخ صديق المنشاوي، حيثما يذهب إلى المناسبات والحفلات التي كان يحييها وكان ذلك حرصا مني على تعلم التلاوة والترتيل والتجويد في عائلة وهبت نفسها للقرآن الكريم منذ نحو 150 سنة حيث سبقنا عمي الكبير الشيخ أحمد المنشاوي بالتلاوة.
بداية التفرغ وعن بداية التفرغ لترتيل كتاب الله يقول الشيخ محمود: قررت أن اترك بلدتي لالتحق بالمعهد الديني الأزهري بالقاهرة بعد أن اكملت دراستي الاعدادية والثانوية لكن حالت ظروف خاصة بيني وبين أن اكمل دراستي الجامعية. بدأت أخطو الخطوات الاولى نحو تعلم القراءات وأصولها، حيث نهلت علم القرآن الكريم والقراءات على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارئ المصرية والشيخ امين ابراهيم اللذين كان لهما فضل كبير في تعليم التجويد. ويضيف الشيخ محمود: بعد أن تعلمت أصول القرآن تقدمت للامتحان بالإذاعة المصرية وكان يعقد الامتحان أولا في الاصوات ثم كيفية خروج الحروف ونطقها، وكانت اللجنة مكونة من الشيخ عامر عثمان والشيخ امين ابراهيم، وبفضل الله وتوفيقه نجحت، ويعود هذا إلى وجود الكتاتيب والى الرغبة الجارفة لدى المسلمين وحبهم لسماع القرآن الكريم من المقرئين، فظهرت سمة التباري بين الشيوخ في حفظ القرآن وتجويده من شيوخ عظام خصصوا منازلهم لتعليم قراءات القرآن وكان على رأس هؤلاء الشيوخ الشيخ ابراهيم شحاتة عالم القراءات البارز في ذلك الوقت. ولعل الخشوع والتباكي عند قراءة كتاب الله هما أفضل ما خص الله به صوت والدي وأخي وانا والحمد لله، وهو بكاء يزيد من احساس المستمع بالمعنى ولا يقلل هيبة القارئ.. كما أنه لا يعمل على اطراب الناس بقدر ما يعمل على توصيل المعنى الايماني والحكم الشرعي في الآية القرآنية. وأذكر في هذا المجال أن بعضا من المستمعين كانوا يطلبون منا قراءة سورة بعينها أو آيات خاصة مثل سورة “الفجر” أو سورة “ق” أو سورة “الكهف” لأنها تمثل عندهم معنى خاصا، وقد جعلني هذا أراجع السور والآيات وأدقق في القراءات وذلك حتى أضع حدودا علمية لمساحة التجاوب مع المستمعين، اذ إن محاولة إرضاء المستمع لا يجوز أن تطغى على المعنى أو صحة القراءة. ويتوقف الشيخ المنشاوي امام مسجد الامام الشافعي رضي الله عنه بالقاهرة حيث يعتبره علامة مميزة في حياته القرآنية، كما كان الشافعي علامة بارزة في تاريخ الدعوة والفقه الإسلامي المديد. يقول: بعد أن نجحت في الدخول إلى الإذاعة كمقرئ لكتاب الله، تقرر أن اقوم بقراءة السورة في مسجد الإمام الشافعي بحي مصر القديمة. ولقد هالني الاختيار وتهيبت الفقيه في مرقده كما كان يتهيبه العلماء والأمراء في حياته.
الترتيل والتجويد والشيخ محمود صديق يفرق بين الترتيل والتجويد حيث يقول إن الترتيل هو قراءة القرآن الكريم بدون نغم أو تلوين في الصوت، وهى القراءة التي نسمعها حاليا في إذاعة القرآن الكريم، أما التجويد فهو ترك الصوت حسب طبيعته وفي تمهل للقراءة، وفيه تلوين في النغمات الموسيقية ذاتها، لذلك فإنه يجب على أي قارئ للقرآن الكريم وأنا منهم إتقان حفظ القرآن جيدا، مع حفظ مخارج الحروف مع مراعاة أصول التلاوة والترتيل من مد وإظهار وإخفاء وإدغام وغنة، وهذا هو التغني عند تلاوة القرآن وهذا ما تبرزه القراءات السبع والعشر والأربع عشرة لنافع المدني وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري وعاصم وهشام وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم. ولعلني أتذكر أن أهل القرآن قد أطلق عليهم اهل الدموع وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة “المائدة” (آية 83): “وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين”. أحب الشافعي حبا جما، لكن عندما علمت أن الذي كان يقرأ السورة في الإمام الشافعي هو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله أحسست بخوف شديد، وهذا الإحساس أعطاني عزة بالنفس، فتوكلت على الله واستخرته، فقمت بالقراءة لأول مرة في مسجد الإمام الشافعي، ويومها وفقني الله أيما توفيق، وكانت الانطلاقة من هذا اليوم، وقد كان انضمامي إلى قراءة السورة في مسجد الإمام الشافعي، بعد وفاة أخي الشيخ محمد بثمانية أشهر، وكانت أول قراءة في رمضان، ثم قرأت أول تلاوة في المسجد الحسيني في صلاة الفجر بعد اعتمادي في الإذاعة المصرية في فبراير/شباط عام 1970.
سفير خلوق انطلق صوت الشيخ محمود صديق في الدول الإسلامية والعربية بالذات، وهو يحمل رصيداً هائلاً من حب الناس لعائلة المنشاوي وبالأخص المرحوم الشيخ محمد صديق، يتلو القرآن في هذه الدول، حيث نال إعجابا واستحسانا كبيرين، فقد زار الشيخ محمود السعودية واليمن والإمارات والسودان كسفير للقرآن الكريم، ثم أوفدته وزارة الأوقاف المصرية إلى لندن وكان معه الشيخ حجاج السويسي لإحياء شهر رمضان لدى المركز الإسلامي والجالية الإسلامية. ويقول الشيخ محمود: “تلقيت نبأ سفري إلى لندن وأنا في بلدتي المنشاة بسوهاج، وكم كنت سعيدا بهذا الاختيار، كنا نؤم المسلمين ونصلي بهم الفروض وصلاة القيام طوال رمضان، وكذلك ختم القرآن الكريم، لقد تأكدت أن معجزة القرآن الكريم تكمن في تأثيره على الناس حتى لو لم يكونوا يفهمونه نظرا لاختلاف اللغة، وفي هذه الدول على وجه التحديد يجب على القارئ أن يتحلى بخلق القرآن وأن يكون قدوة حسنة وسفيرا خلوقا وأن يصحح النية أولا لكي تكون هجرته لله، وليس من اجل المال والدنيا والسمعة لأن تأثيره على الناس كبير”.
ذكريات في ماليزيا ويقف الشيخ محمود صديق طويلا أمام رحلته مبعوثاً إلى دولة ماليزيا في الثمانينات حيث قضى بها سبعة عشر يوما، فبعد هبوطه من الطائرة في مطار كوالالمبور، لم يتخيل على الإطلاق أن يكون الاستقبال بهذه الحفاوة والترحيب. ويقول: “احتشد المئات من الماليزيين لاستقبالي بالورد يتقدمهم مسؤول رسمي لا لشيء الا لأنني احمل القرآن الكريم وقد أخذت اشق طريقي إلى السيارة التي أقلتني بصعوبة وبعد فترة زمنية فوجئت بالإذاعة الماليزية تقطع إرسالها، وتخبر عن وصولي وإذا بالمذيع يطالب جموع المسلمين بالتوجه إلى المسجد الكبير بعد الإفطار مباشرة للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ المنشاوي وتوجيه الاستفسارات الدينية. هنا اعتراني خوف شديد امام الاسئلة التي تحتاج إلى عالم جليل من الأئمة والمفسرين، حتى ذهبت إلى حجرة الإقامة بالفندق وقد ترامى إلى أذني التنويه الذي سمعته من راديو السيارة يذاع أيضا بالتلفزيون وكم تمنيت يومها أن ألم بعلوم ومقاصد الشريعة والفقه وذهبت بعد الإفطار إلى المسجد الكبير، وفور وصولي وجدت المسجد وقد اكتظ بالآلاف من المصلين وأخذت طريقي إلى دكة التلاوة حيث امتدت إليّ مئات الأيادي لتسلم عليّ وحرصت على الإطالة في التلاوة وفي قرارة نفسي ألا أتوقف عن التلاوة، حتى أشاروا إليّ بالتوقف، وبدأت الأسئلة وكانت كلها عن عدد الركعات في الصلاة وكيفية الوضوء. والشيخ محمود صديق فخور بهذا الكرم القرآني العظيم ويقول: “لقد توفي والدي رحمه الله، ولم يحصل على أية أوسمة، لكن الله عوضه بوسام من الرئيس محمد حسني مبارك”.
| |
|