[size=21]15 مناجاة بين الله و سيدنا موسى عليه السلام
فكيف يا رب تسكن معي في بيتي، فقال: يا موسى أما علمت أني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني.
(ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن جابر).
قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به، قال يا موسى: قل لا إله إلا الله قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا قال: قل لا إله إلا الله قال: لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به، قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله.
(الحكيم و الحاكم في المستدرك و أبو نعيم في الحلية عن أبي سعيد).
قال موسى: يا رب أقريب أنت فأناجيك؟ أم بعيد فأناديك، فأني أحس حس صوتك ولا أراك فأين أنت؟ فقال الله: أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك يا موسى أنا جليس عبدي حين يذكرني وأنا معه إذا دعاني.
(الديلمي عن ثوبان).
قالت بنو إسرائيل لموسى: هل يصلي ربك؟ فتكابد موسى، فقال الله عز وجل له: ما قالوا لك يا موسى؟ قال: قالوا الذي سمعت، قال: فأخبرهم أني أصلي، وإن صلاتي تطفيء غضبي.
(ابن عساكر والديلمي عن أبي هريرة).
أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى إن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه ليس ذلك من هوان له علي ولكن أريد أن أدخر له في الآخرة من كرامتي وأحميه من الدنيا كما يحمي الراعي غنمه من مراعي السوء يا موسى ما ألجأت الفقراء إلى الأغنياء أن خزانتي ضاقت عنهم وأن رحمتي لم تسعهم ولكني فرضت للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم أردت أن أبلو الأغنياء كيف مسارعتهم فيما فرضت للفقراء في أموالهم يا موسى إن فعلوا ذلك أتممت عليهم نعمتي وأضعفت لهم في الدنيا للواحد عشرة أمثالها يا موسى كن للفقير كنزا، وللضعيف حصنا، وللمستجير غيثا، أكن لك في الشدة صاحبا وفي الوحدة أنيسا وأكلأك في ليلك ونهارك.
(ابن النجار عن أنس).
إن موسى عليه السلام قال: أي رب إن عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا، قال: فيفتح له باب الجنة فينظر إليها قال: يا موسى هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط، ثم قال موسى: أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال: فيفتح له باب من النار فيقال: يا موسى هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره كأن لم ير خيرا قط.
(أحمد) عن أبي سعيد.
لما بلغ ولد معد بن عدنان أربعين رجلا وقعوا على عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم موسى قال: يا رب! هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري فأوحى الله إليه يا موسى! لا تدعو عليهم فإن منهم النبي الأمي النذير البشير نخبتي ومنهم الأمة المرحومة أمة محمد الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم بالقليل من العمل فيدخلهم الجنة بقول لا إله إلا الله لأن فيهم نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيبته، المجتمع له اللب في سكوته، ينطق بالحكمة ويستعمل الحكم، أخرجته من خير جيل من أمته قرشيا، ثم أخرجته من بني هاشم صفوة قريش، فهم خير من خير يصير هو وأمته إلى خير يصيرون.
(الطبري - عن أبي أمامة).
قال الله تعالى: يا موسى! لن تراني، إنه لن يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده. ولا رطب إلا تفرق؛ إنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم.
(الحكيم عن ابن عباس).
أوحي إلى موسى أن في بلدك ساعياً أي بالنميمة ولست أمطرك وهو في أرضك قال: يا رب دلني عليه أخرجه قال: يا موسى اكره النميمة وانه فأقبح بخصلة تفضي إلى حبس قطر السماء عن العالم.
(هب عن ابن عمر).
أوحى اللّه إلى موسى يا موسى إني قاتل القاتلين ومفقر الزناة.
(ابن عساكر).
أوحى اللّه إلى موسى قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني أليس يعلمون أني أبغض البخيل كيف أكون بخيلاً يا موسى لا تخف مني بخلاً أن تسألني عظيماً ولا تستحي أن تسألني صغيراً اطلب إلي الدقة والعلف لشاتك يا موسى أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها وإني لم أخلق شيئاً إلا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه فمن سألني مسألة وهو يعلم أني قادر أعطي وأمنع أعطيته مسألته بالمغفرة.
دعا موسى ربه أن يغنيه عن الناس فأوحى اللّه إليه يا موسى أما تريد أن أعتق بغدائك رقبة من النار وبعشائك كذلك قال: بلى يا رب فكان يتغدى عند رجل من بني إسرائيل ويتعشى عند آخر وكان ذلك رفعة في حقه ليتعدى النفع إلى عتق من منَّ اللّه عليه بعتقه من النار.
(حل و البيهقي عن أبي سعيد)
قال موسى: يا رب أقريب أنت فأنأجيك أم بعيد فأنأديك قال: أنا جليس من ذكرني قال: يا رب فإنا نكون على حال نجلك ونعظمك أن نذكرك بالجنابة والغائط قال: يا موسى اذكرني على كل حال. (أبو نعيم عن كعب الأحبار).
(...فأوحى الله إلى موسى: يا موسى، سألك عبادي وتضرعوا إليك، فلم تجبهم، وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم.). (صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ناجى موسى بمئة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى صلى الله عليه وسلم كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب عز وجل وكان فيما ناجاه به أن قال يا موسى إنه لم يتصنع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون المتصنعون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي قال موسى يا رب البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والأكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم قال أما الزهاد في الدنيا فإني أبيحهم جنتي يتبوأون منها حيث شاؤوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته الحساب ونقشته إلا الورعين فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب وأما البكاؤون من خشيتي فأولئك لهم الرفيع الأعلى لا يشاركون فيه.
(الطبراني عن ابن عباس).
التوقيع
ياليتى كنت زمنك لكي اقبل قدمك يا سيدي يا رسول الله
[/size]