منتدى ال البيت الكرام
منتدى ال البيت الكرام
منتدى ال البيت الكرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ال البيت الكرام

منتدى شامل لكل ماهو خاص وجديد الى آلــ البيـــت الكرام
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصورالمجلةدخول

 

 هارون الرشيد وولده الزاهد

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عادل محمد زايد




عدد المساهمات : 343
تاريخ التسجيل : 29/08/2009

هارون الرشيد وولده الزاهد Empty
مُساهمةموضوع: هارون الرشيد وولده الزاهد   هارون الرشيد وولده الزاهد Icon_minitime2009-09-07, 3:02 pm

هارون الرشيد وولده الزاهد



قال الشيخ عفيف الدين أبو السعادات اليافعي رحمه الله :

حكي أنه كان لهارون الرشيد ولدٌ قد بلغ من العمر ست عشرة سنة ، وكان قد رافق الزهاد والعُبّاد ، وكان يخرج إلى المقابر ويقول : " قد كنتم قبلنا وقد كنتم تملكون الدنيا فما أراها مُنجيَتكم وقد صِرتم إلى قبوركم ، فيا ليت شعري ما قلتم وما قيل لكم " ؟ ويبكي بكاءً شديداً ، وكان رضي الله عنه ينشد :

تُرَوّعني الجنائزُ كلَ يومٍ *** ويُحزنني بكاءُ النائحاتِ

فلما كان في بعض الأيام مر على أبيه وحوله وزراؤه وكِبار دولته وأهلُ مملكته ، وعليه جُبة صوف وعلى رأسه مئزرُ صوف ، فقال بعضهم لبعض : لقد فضح هذا الولد أميرَ المؤمنين بين الملوك ، فلو عاتبه لعله يرجع عما هو عليه ، قال : فكلمه في ذلك وقال : " يا بني لقد فضحتني بما أنت عليه " ، فنظر إليه ولم يجبه ، ثم نظر إلى طائرٍ وهو على شًُرّافةٍ من شراريفِ القصر ، فقال : " أيها الطائر ، بحق الذي خلقك إلا جئتَ على يدي " ، فانقض الطائر على كف الغلام ، ثم قال له : " ارجع إلى موضعك " ، فرجع إلى موضعه ، فقال : " بحق من خلقك إلا ما سقطتَ في كف أمير المؤمنين " ، فما نزل ، فقال له الغلام : أنت الذي فضحتني بحبّك الدنيا وقد عزمتُ على مفارقتِك . ففارقه ولم يتزود منه بشيءٍ إلا بمصحفٍ وخاتم ، وانحدر إلى البصرة ، وكان يعمل مع الفَعَلَة في الطين ، وكان لا يعمل إلا يوم السبت بدرهمٍ ودانقٍ ، يتقوّتُ كلَ يومٍ دانقاً .

قال أبو عامر البصري : وكان قد وقع في جداري حائط ، فخرجتُ أطلب من يعملُ لي في الحائط ، إذ رأيت غلاماً لم أرَ أحسنَ منه وجهاً ، وبين يديه زِنبيلٌ (1) وهو يقرأ في مصحف ، فقلت : يا غلام أتعمل ؟ فقال : " ولمَ لا أعمل وللعمل خُلِقتُ ؟ ولكن أخبرني في أي الأعمال تستعملني " ؟ فقلت : في الطين ، فقال : بدرهم ودانق وأصلي صلاتي . فقلت : لك ذلك . ثم مضيتُ به إلى العمل وتركته يعمل ، فلما كان المغرب جئته فوجدته قد عمِلَ عمَلَ عشرة رجال ، فوزنت له درهمين ، فقال : يا أبا عامر ما أصنع بهذا ؟ وأبى أن يقبل ، فوزنت له درهماً ودانقاً ، فلما كان الغد خرجت إلى السوق في طلبه فلم أجده فسألت عنه فقيل لي : إنه لا يعمل إلا يوم السبت ولا تراه إلا يوم السبت الثاني . فأخرتُ العمل إلى السبت الثاني ثم أتيتُ السوق فإذا هو على تلك الحال ، فسلمتُ عليه ثم عرضتُ عليه العمل فقال كمقالته الأولى ، فمضيت به إلى العمل ، فوقتُ أنظر إليه من بعيد وهو لا يراني ، فأخذ كفاً من الطين وتركه على الحائط وإذا الحجارة يتركب بعضها على بعض , فقلت : هكذا أولياءُ الله تعالى مُعانون . فلما أراد أن ينصرف وزنت له ثلاثة دراهم ، فأبى أن يقبل إلا درهماً ودانقاً فوزنت له ذلك .
فلما كان السبت الثالث جئت إلى السوق فلم أره ، فسألت عنه فقيل لي : له ثلاثة أيام وجِعٌ في خرابٍ يعالج سكرات الموت ، فوهبتُ أجرةً لمن يدلني عليه ، ومشينا حتى وقفنا عليه في خرابٍ بلا باب ، وإذا هو مغشيٌ عليه ، فسلمتُ عليه فلم يرد علي ، وإذا تحت رأسه نصفُ لبنةٍ وهو في حال الموت ، فسلمت عليه ثانيةً فعرفني فأخذتُ رأسه وجعلته في حجري ، فمنعني من ذلك وأنشأ يقول :

يا صاحبي لا تغتـَرِرْ بتنعمٍ *** فالعمرُ ينفدُ والنعيمُ يزولُ
وإذا علمتَ بحالِ قـومٍ مرةً *** فاعلم بأنـك عنهمُ مسؤولُ
وإذا حملتَ إلى القبورِ جنازةً *** فاعلم بأنك بعدها محمولُ

ثم قال : يا أبا عامر إذا فارقـَت روحي جسدي فغسّلني وكفـّنـّي في جبتي هذه .
فقلت : يا حبيبي ولم لا أكفنك في ثيابٍ جديدة ؟
فقال لي : الحي أحوجُ إلى الجديد من الميت ، الثياب تبلى والعملُ يبقى ، وخذ زِنبيلي ومئزري فادفعهما للحفار وخذ هذا المصحف والخاتم وامض بهما إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد ، ولا تدفعهما إلا من يدك إلى يده وقل له : يا أمير المؤمنين معي وديعةٌ من غلامٍ غريب ، وهو يقول لك : لا تموتن على غفلتك هذه ، أو قال : على غِرّتك هذه .
ثم خرجت روحه رضي الله تعالى عنه ، فعلمت أنه ولد الخليفة وعملت بجميع ما أوصاني به ، وأخذت المصحف والخاتم ودخلت بغداد وقصدت قصر الخليفة هارون الرشيد ، ووقفتُ على موضعٍ مُشرِفٍ ، فخرج موكبٌ عظيم فيه تقديرُ ألفِ فارسٍ ، ثم تبعه عشرة مواكب في كل موكب ألف فارس ، وخرج أمير المؤمنين في الموكب العاشر فناديتُ : بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمير المؤمنين إلا ما وقفتَ قليلاً . فلما رءاني ، قلتُ : يا أمير المؤمنين معي وديعة من غلام غريب . ثم دفعتُ إليه المصحفَ والخاتم وقلت له : هذا ما أوصاني به ، فنكّس رأسه وأسبل دمعته ، وأوصى عليّ بعضَ الحُجّاب وقال : ليكن هذا عندك إلى أن أسألك عنه . فلما رجع هو وأصحابه أمر بالستور فرُفِعَت ، ثم قال للحاجب : هات الرجل وإن كان يجدد علي أحزاني .
فقال لي الحاجب : يا أبا عامر إن أمير المؤمنين محزونٌ مهمومٌ فإذا أردت أن تكلمه عشر كلماتٍ فاجعلها خمساً ، فقلت : نعم ، ودخلت عليه فإذا مجلسه خالٍ فلما رءاني قال : ادنُ مني يا أبا عامر
فدنوت منه فقال : أتعرف ولدي ؟ قلت : نعم .
قال : في أي شيءٍ كان يعمل ؟ قلتُ : في الطين والحجارة .
قال : أستَعمَلتـَهُ أنت ؟ قلت : نعم
فقال : استعملته وله اتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : المعذرة إلى الله تعالى ثم إليك يا أمير المؤمنين ، فإني ما علمتُ مَن هو إلا عند وفاته .
قال : أنت غسّلته بيدك ؟ قلت : نعم . قال : هات يدك
فأخذها ووضعها على صدره وهو يقول : بأبي كفٌ غسّلت الغريب ، وبأبي كفٌ كفنت العزيز الغريب .
ثم أنشأ يقول :

يا غريباً قلبي عليه يذوبُ *** ولعيني عليه دمعٌ سَكوبُ
يا بعيدَ المكان حزني قريبُ *** كدّرَ الموتُ كلَ عيشٍ يطيبُ
كان بدراً على قضيبِ لجينٍ *** فهوى البدرُ في الثرى والقضيبُ

قال : ثم تجهّز وخرج إلى البصرة وأنا معه ، حتى انتهى إلى القبر ، فلما رءاه غشي عليه ، فلما أفاق أنشد هذه الأبيات :

يا غائباً لا يؤوبُ من سَفرِهْ *** عاجلـَهُ موتُهُ على صِغَرِهْ
يا قرةَ العينِ كنتَ لي أنساً *** في طولِ ليلي نَعَم وفي قِصَرِه
شربتَ كأساً أبوك شاربُها *** لا بد مِن شُرْبِها على كِبَرِه
أشربُها والأنامُ كلـُهُمُ *** مَن كان مِن بدوِهِ ومِن حَضَرِه
فالحمدُ لله لا شريك لهُ *** قد كان هذا القضاءُ مِن قدَرِه

قال أبو عامر : فلما كانت تلك الليلة قضيتُ وِردي واضجعتُ ، وإذا بقبةٍ من نور ، عليها سِجافٌ من نور ، وإذا قد كُشِفَ السِجاف فإذا الغلام ينادي : " يا أبا عامر جزاك الله عني خيراً "
فقلت : يا ولدي إلى ماذا صِرتَ ؟ قال : إلى ربٍ كريمٍ ، راضٍ غير غضبان ، أعطاني ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وءالى على نفسه أن لا يخرجَ عبدٌ من الدنيا مثلَ خروجي إلا أكرَمَهُ مثلَ كرامتي .
فاستيقظتُ فرحاً به وبما قال لي وبشرني به ، رضي الله عنه .

قلت ( أي اليافعي ) : وقد حُكيَت هذه الحكاية على غير هذه الصفة من طريق ءاخر .
قال الراوي : سُئل هارون الرشيد عنه فقال : إنه وُلِد لي قبل أن أبتـَلى بالخلافة ، فنشأ نشئًا حسناً وتعلم القرءان والعلم ، فلما وَلِيتُ الخلافة تركني ولم ينل من دنياي شيئاً ، فدفعتُ إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوتٌ يساوي مالاً كثيراً ، وقلت لها : تدفعين هذا إليه ، وكان بَراً بأمه . رحمة الله تعالى عليه .

ــــــــــــــــــــ

(1) الزبيل والزنبيل : الجراب ، وقيل : الوعاء يُحمل فيه ، وهو القـُفـّة ، اللسان ( زبل ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100000575936924
محمد الامام
المدير العام
المدير العام
محمد الامام


عدد المساهمات : 3043
تاريخ التسجيل : 30/07/2009
العمر : 64
الموقع : مدير منتدى ال البيت الكرام

هارون الرشيد وولده الزاهد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هارون الرشيد وولده الزاهد   هارون الرشيد وولده الزاهد Icon_minitime2009-09-07, 9:11 pm

هارون الرشيد وولده الزاهد 700590329


هارون الرشيد وولده الزاهد Zzzzzzzzpv9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100000575936924 https://al-albeet.ahlamontada.net
hisha

hisha


عدد المساهمات : 555
تاريخ التسجيل : 30/07/2009
العمر : 42
الموقع : ال البيت الكرام

هارون الرشيد وولده الزاهد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هارون الرشيد وولده الزاهد   هارون الرشيد وولده الزاهد Icon_minitime2009-09-12, 10:17 am

هارون الرشيد وولده الزاهد Domain-94e3544730
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100000575936924
 
هارون الرشيد وولده الزاهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صلاح الدين الايوبى الملك الزاهد والمفترى عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ال البيت الكرام :: المواضيـــــــــــع المميـــــــــــزه-
انتقل الى: