| حلاوة الايمان | |
|
+11اشرف عماره محب ال البيت نور الصباح طارق كساب هناء سلامه doom الشيماء المستشارحسن عبد الكريم الحسينى محمد الامام محمود حامد 15 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:12 pm | |
| حلاوة الإيمان بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخير خلق الله اجمعبن امام المتقين وسيد الغر المحجلين المنبأ وآدم بين الماء والطين سيدنا ومولانا محمد الصادق الوعد الامين وسلم تسليما كثيرا على آله وصحبه اجمعين
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
إن محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سر يواجه به رب العالمين من سبقت لهم منه الحسنى وقد أرشدنا رب العالمين في القرآن الكريم عن دلائل محبته وأنها تنحصر في اتباع النبي صلوات الله وسلامه عليه قال الله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) واتباعه صلى الله عليه وسلم وطاعته لا تكون إلا بعد شهود الكمالات والجمالات التي خص الله بها النبي صلوات الله وسلامه عليه. كذلك يدفع الحب صاحبه ليذكر من صفات محبوبه ما ينبه الغافلين ويزيد شوق المشتاقين ويؤنس الطالبين وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على صدق محبته وصفاء نيته. فلا يدخل قلب أحد الإيمان إلا بمحبة الله تعالى ومحبة حبيبه المصطفى وشفيعه المرتجى أسعد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم لذا كانت محبته صلى الله عليه وآله وسلم من أصل الإيمان قال الله تعالى : (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة ، آية : 24
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا آل بيتي لحبي )) رواه الترمذي
وأخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )).
وبين صلوات الله وسلامه عليه أن الإيمان لا يدخل قلب أحد حتى يحب الله تعالى والمصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار وصحابته الكرام فعن العباس بن عبدالمطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتي )) رواه ابن ماجه وفي مجمع الزوائد : رجال إسناده ثقات.
وعلى ذلك يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة حقيقة المحبة الصادقة والأسباب المؤدية إليها ، والجزاء العظيم المترتب عليها من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ، وذلك لأن سبيل السعادة الحقيقية وطريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة وسر الوصول إلى رضوان الله تعالى ومحبته وتذوق حلاوة الإيمان هو الاستغراق التام والفناء الكلي في محبة الله تعالى ورسوله سيد ولد آدم ، وأشرف الكائنات سيدنا محمد إمام الأنبياء وقدوة الأصفياء ، صلوات الله وسلامه عليه ومحبة المرء لأخيه في الله تعالى ، وباسم هذا الحب وبأنوار هداه نحلق في هذا الجو العلوي بأجنحة من الشوق والهيام ، متخذين من إيماننا بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم سبيلا للسعادة والروح والريحان، لنعطر أرواحنا ونسمو بوجداننا لنتذوق نعيم المحبة ونسعد بجميل المودة .
وكيف نتكلم عن محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي أعز من أن يترجمها لسان أو يوضحها بيان فهي عالم أسمى من أن يوصف بكلمات لأن المحب لا يستطيع الإفصاح عنها لأنها معان سماوية ولذلك فإن بعض المحبين حينما حلقت روحه في نور الصفا ، وذاقت من رحيق الرضا قال :
إن قلبي ليسكن اليوم عالما لا يعرف غيري عنه شيئا ولو سئلت ما بي لأعجزني أن أجيب.
فهو عالم يذاق جماله ونور لا تراه إلا بصائر المحبين ، تترقرق حوله أنوار الهداية والمحبة ، ولذلك تجد الصادقين في محبتهم لله تعالى ولحبيب الله صلى الله عليه وسلم كلماتهم فيض من أعماق قلوبهم وهتافهم سبحات من صفاء أرواحهم وحياتهم متأثرة منفعلة بما يشرق في القلوب ويسعد الأرواح فجعلوا الوجود كله محاريب للعبادة والطاعة وعطروا الحياة بالصفاء والمحبة حتى أصبحت أوقاتهم معارج روحية تتطلع في شوق ولهفة إلى الجمال الأسنى والكمال الأعلى . فالمحبة حقيقتها ميل علوي وحياتها شوق وإلهامها وجد وبهجتها الكبرى استغراق كامل وهيام تام في تلك الذات العلية والأنوار المحمدية ولذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في بهجة روحية وأنوار زكية وفي نشوة وإشراقات وإلهامات قدسية لأنهم في ظلال هذا الحب يعيشون وفي لهفة الشوق يتواثبون وفي جمال الهوى يتواجدون ، وفي حبيبهم يفنون فيخلدون.
إنه حب زكي يضفي ظلاله على حياتهم وعلى أرواحهم فيلونها بألوان علوية لا تطيقها النفوس المحجبة بظلمات المادة وإنما تراها أرواح وتفهمها قلوب وهذا الحب لا يتم إلا بمعرفة ما يجب علينا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولإخواننا في الله تعالى .
وندعو الله تعالى بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك ) كالملائكة والأنبياء والأصفياء لأنه لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا إصلاح إلا بأن يكون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا مما سواهما . هذا وإن أصبنا فبفضل الله تعالى وإن قصرنا فمن أنفسنا . عن أنس رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( ثلاث من كن فيه ، وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )). رواه البخاري ومسلم.
فهذا الحديث النبوي الشريف ، يبين لنا الأمور الأساسية التي تكون سببا في تذوق حلاوة الإيمان وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ثلاث من كن فيه )) أي أن هذه الثلاثة مجتمعه تجلب حلاوة الإيمان ، فلا تصح بواحدة أو اثنتين .
قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة في الفتح : إنما عبر بالحلاوة ، لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى : ( مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ) فالكلمة هي كلمة الإخلاص والشجرة أصل الإيمان ، وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي ، وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير ، وثمرها عمل الطاعات ، وحلاوة الثمرة ، جني الثمر وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها .
وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة ، عنوانا لكمال الإيمان ، لأن المرء إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله تعالى ، وأن لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه ، وأن ما عداه وسائط، وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يبين لنا مراد ربه ، اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه : فلا يحب إلا ما يحب ، ولا يحب من يحب إلا من أجله ، وأن يتيقن أن جملة ما وعد وأوعد حق يقينا ، ويخيل إليه الموعود كالواقع ، فيحسب أن مجالس الذكر رياض الجنة، وأن العود إلى الكفر إلقاء في النار .
قال ابن حجر في فتح الباري (1) : "محبة الله تعالى على قسمين : فرض ، وندب .
فالفرض : المحبة التي تبعث على امتثال أوامره ، والانتهاء عن معاصيه ، والرضا بما يقدره ، فمن وقع في معصية من فعل محرم أو ترك واجب ، فلتقصيره في محبة الله تعالى، حيث قدم هوى نفسه ، والتقصير تارة يكون مع الاسترسال في المباحات ، والاستكثار منها فيورث الغفلة المقتضية للتوسع في الرجاء ، فيقدم على المعصية ، أو تستمر الغفلة فيقع ، وهذا الثاني يسرع إلى الإقلاع مع الندم ، وإلى الثاني يشير حديث : (( لا يزني الزاني وهو مؤمن )).
والندب : أن يواظب على النوافل ، ويتجنب الوقوع في الشبهات ، والمتصف عموما بذلك نادر .
قال : وكذلك محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على قسمين كما تقدم ، ويزاد أن لا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته صلى الله عليه وآله وسلم ولا يسلك إلا طريقته صلى الله عليه وآله وسلم ، ويرضى بما شرعه صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضاه ، ويتخلق بأخلاقه صـلى الله عليه وآله وسلم في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها ، فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان ، وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك . وقال الشيخ محي الدين : هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين ، ومعنى حلاوة الإيمان : استلذاذ الطاعات ، وحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ، ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنما قال : (( مما سواهما )) ولم يقل : ممن ليعم من يعقل ومن لا يعقل .
من يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينفعه ذلك ، ويشير إليه قوله تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد.
ومن علامات محبته : نصر دينه بالقول والفعل والذب عن شريعته والتخلق بأخلاقه.
وقوله : (( أن يحب المرء )) قال يحيى بن معاذ : حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء .
قوله : (( وأن يكره أن يعود في الكفر )) وفي رواية أبي نعيم بزيادة (( بعد إذ أنقذه الله منه )) والإنقاذ : يشمل أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الإسلام ويستمر ، أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان .
وقوله : ((أن يكون الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إليه مما سواهما)) معناه أن من استكمل الإيمان علم أن حق الله تعالى ورسوله آكد عليه من حق أبيه وأمه وولده وزوجه وجميع الناس ، لأن الهدى من الضلال والخلاص من النار إنما كان بالله على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:14 pm | |
| تذوق حلاوة الإيمان :
" للإيمان الراسخ حلاوة وطعما يتذوقها المؤمن وينعم بها بعد الرضا التام واليقين بالله ربا فيطيعه ويخشاه وبالإسلام دينا فيسير على منهجه وبنبوته ورسالته صلى الله عليه وآله وسلم فيتخذه نبيا ورسولا .
فعن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولا ). رواه مسلم
ولا بد من توضيح هذه الأمور الثلاثة وإفراد كل واحدة منها بالشرح والتفصيل على النحو التالي:
أولاً : بيان محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ثانيا : بيان محبة المرء لأخيه في لله تعالى . ثالثا : كراهية الكفر ومحبة الإيمان
محبة الله تعالى
هذا ولما كانت الخصلة الأولى في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما )) .
فلابد من شرح مفصل لبيان محبة الله تعالى ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهما لا ينفصلان فلا تصح إحداهما بدون الأخرى .
أما حب الله تعالى فهو أمر فطري مركوز في النفس توقظه الذكرى وله أسباب تقويه سنذكرها بمشيئة الله تعالى مع بيان حقيقة المحبة وتعريفها وحكمها وأدلتها من الكتاب والسنة وأقوال المحبين.
تعريف المحبة ومــراتبها : الحب لغة : نقيض البغض ، والحب : الوداد والمحبة وقال أبو منصور التعالبي في ترتيب المحبة "إن أول مراتب الحب : الهوى ، ثم العلاقة وهي الحب اللازم للقلب ثم الكلف ، وهو شدة الحب ، ثم العشق ، وهو اسم لما فضل عن المقدار الذي اسمه الحب ، ثم الشغف ، وهو إحراق الحب القلب مع لذة يجدها وكذلك اللوعة ، واللاعج ، فإن تلك حرقة الهوى ، وهذا هو الهوى المحرق ، ثم الشغف ، وهو أن يبلغ الحب شغاف القلب ، وهي جلدة دونه ، ثم الجوى وهو الهوى الباطن ثم التيم وهو ان يستعبده الحب ثم التبل ، وهو أن يسقمه الهوى ، ثم التدليه وهو ذهاب العقل من الهوى ، ثم الهيوم وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه ".
درجات المحبة :
وذكر ابن حزم درجات المحبة فقال :
أولها الاستحسان : وهو أن يتمثل الناظر صورة المنظور إليه لحسنه ، أو يستحسن أخلاقه ، وهذا يدخل في باب التصادق ، ثم الإعجاب : وهو رغبة الناظر في المنظور إليه في قربه .
ثم الكلف : وهو غلبة شغل البال به وهذا النوع يسمى في الغزل : العشق . ثم الشغف : وهو امتناع النوم والأكل والشرب إلا اليسير من ذلك وربما أدى ذلك إلى المرض أو إلى التوسوس أو إلى الموت وليس وراء هذا منزلة في تناهي المحبة أصلا."اهـ
الحب أسمى المعاني
"الحب السامي هو أساس حركة الحياة وتناسق الوجود وبناء العلاقات والمعاملات بين الناس بل وبين الناس وكل الأشياء التي يعرفونها. فالحب حقيقته لا يعبر عنها ظاهر اللفظ لأن معناه يمتد إلى آفاق بعيدة المدى لا تدرك إلا بالقلب ولا يعرفها إلا من تذوقها وأحس بها ولذا قيل : لا يعرف الشوق إلا من يكابده = ولا الصبابة إلا من يعانيها وعلى ذلك فالحب هو سر الوصول إلى الله تعالى لأن من عرف الله أحبه وكذلك من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبه لأنه محبوب الله تعالى ومصطفاه . فبالحب الصادق يعبد المؤمن ربه ويؤدي فرائضه ويهيم بذكره ويسعد بقربه وبالحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبع سنته ويتفانى في الدفاع عنه ويشتاق إليه وبالحب لإخوانه في الله تكون علاقته بهم على أساس الحب لله وفي الله فيرتقي المؤمن إلى آفاق عالية حتى تحلق روحه في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وملائكة الله المقربين . فالمحبة وصف عظيم شهد الحق سبحانه به لأحبابه وأخبر عن محبته لهم فالحق سبحانه وتعالى يوصف بأنه يحب العبد ،والعبد يوصف بأنه يحب الحق سبحانه قال تعالى : ( يحبهم ويحبونه ) فحب العبد لله تعالى سعادة غامرة يجدها العبد في قلبه تعجز العبارة عن وصفها، تحمله على تعظيم الله تعالى وموالاة طاعته ، وإيثار رضاه وحب من يحبه ابتغاء وجهه واخلاصا لذاته العلية . وأما حب الله لعبده : فيتجلى في توفيقه إلى العمل بطاعته وحفظه من المعاصي وما يمنحه له من الفتح الإلهي والواردات والإلهامات والعلوم الوهبية المؤيدة بالكتاب والسنة. وحب المسلم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ميل وانجذاب في القلب ، يدفع صاحبه إلى الاقتداء به، واتباع أقواله وأفعاله وأن يكون هواه تبعا لهوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحب ما أحب، ويكره ما كره." اهـ
حكم المحبة وتدرجها
"قال الشيخ محمد أمين الكردي رحمه الله في كتابه تنوير القلوب : أجمعت الأمة على أن حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فرض عين على كل أحد . قال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ) سورة البقرة ، آية : 165
وقال : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) سورة المائدة ، آية : 54
وقال : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) سورة آل عمران ، آية : 31
والمحبة ميل الطبع إلى الشيء لكونه لذيذا عند المحب فإن تأكد ذلك الميل وقوي سمي صبابة لانصباب القلب إليه بالكلية فإذا قوي سمي غراما لأنه يلزم القلب كلزوم الغريم ، فإذا قوي سمي عشقا أي افراطا في المحبة فإذا قوي سمي شغفا لأنه يصل إلى شغاف القلب وداخله فإذا قوي سمي تتيما أي تعبدا لأنه يصير المحب عبدا للمحبوب فيكون ذلك المحب متيما مأمورا ومغرما مأسورا لا يقر له قرار ولا يفرق بين النافع والضار ولا تحصل حقيقة المحبة من العبد لربه إلا بعد سلامة القلب من كدورات ، النفس فإذا استقرت محبة الله في القلب خرجت محبة الغير لأن المحبة صفة محرقة تحرق كل شيء ليس من جنسها.
والدليل على فرضية المحبة لله ورسوله من السنة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما ساقهما مساقاً واحداً فقال : ( مما سواهما ) دل ذلك على أنهما بحكم واحد، فكلاهما واجب ، ولا يصح أن يكون أحدهما واجبا ، والآخر ليس بواجب، وهذا ما يدل على أنهما فرض والله تعالى أعلم .
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:16 pm | |
|
كيف يفرض الحب ؟
وقد يتساءل بعض الناس كيف تفرض المحبة وليس في وسع الإنسان أن يتحكم في قلبه فالجواب ما قاله البيضاوي : المراد بالحب هنا : الحب العقلي الذي هو : إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه ، وإن كان على خلاف هوى النفس ، كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه ، ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله.
تقديم محبة الله تعالى
ولقد حذر الله عز وجل المسلمين وتوعدهم بالعقوبة أن يقدموا محبة أي محبوب لديهم مهما كان عزيزاً على محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الله عز وجل : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة : آية : 24
فقد توعد الله من يؤثر أهله وقرابته من الآباء ، والأبناء والأخوة ، والأزواج ، والعشيرة وكذلك الأموال المكتسبة ، والتجارات ، والمساكن الطيبة بالوعيد الشديد. بقوله جل ثناؤه : ( فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ) فهذا إنذار ووعيد منه تعالى بإنزال العقوبة العاجلة – أو الآجلة - وكذلك ختم سبحانه وتعالى به هذه الآية بقوله جل ثناؤه: (وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) والفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى . سورة التوبة : آية :24 وقال صاحب الكشاف : هذه آية شديدة ، لا ترى أشد منها ، كأنها تنعى على الناس ما هم عليه من رخاوة عقد الدين ، واضطراب حبل اليقين ، فلينصف أورع الناس وأتقاهم من نفسه هل يجد عنده من التصلب في ذات الله والثبات على دين الله ما يستحب له دينه على الآباء والأبناء والإخوة والعشائر والمال والمساكن وجميع حظوظ الدنيا؟ ويتجرد منها لأجله ؟ أم يزوي الله تعالى عنه أحقر شيء منها لمصلحته ، فلا يدري أي طرفيه أطول ، ويغويه الشيطان عن أجل حظ من حظوظ الدين ، فلا يبالي كأنما وقع على أنفه ذباب فطَيَّره؟ فيجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يقدموا محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على كل شيء."اهـما معنى محبة الله تعالى لعبده ؟ "قال الشيخ عبدالعزيز الدريني رضي الله عنه في كتابه طهارة القلوب: محبة الله تعالى لعبده إرادة تقريبه وإكرامه وتوليه بعنايته في جميع أحواله فمن أحبه الله تعالى عامله بلطفه وجاد عليه بإحسانه وفتح عليه بما يبلغه أمله . ومحبة العبد لله تعالى تعلق القلب بذكره ودوام الشغف والتنعم بمناجاته والتلذذ بخدمته وصدق الشوق إليه ، وقال يحي بن معاذ : مثقال خردلة من الحب أحب إلى من عبادة سبعين سنة بلا حب. أبو العزائم وحب الله تعالى يقول الإمام السيد ماضي أبو العزائم رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) سورة البقرة ، آية : 165 يكشف الله تعالى الحجاب عن القلوب التي جعل لها نورا فتشهد جمال الله ظاهرا فيما أظهره في هذا الكون من الحقائق التي أبدعها لخير الأنواع الحية ، وسخرها لبني الإنسان ، فتتجلى لجواهر نفوسهم بعد رفع الحجاب معاني صفات الله تعالى ، فتتصور النفوس التي زكاها الله تعالى رسوم المعلوم بعد العلم . فيكون هذا الجمال العلي معاينا بين أعين قلوبهم لا يغيبون عنه ، فلا يمضي نفس أو لمحة أو لحظة إلا وتنبلج لهم حقائق تلك الآيات فتجذبهم بدافع المحبة إلى شهود الحق جل جلاله ، حتى تبلغ المحبة مبلغ الغرام والهيام الذي يستغرق كلية من تفضل الله عليهم بهذا المشهد ، فيفرون إلى الله بالفناء عنهم وعما يحجبهم أو من يحجبهم كما حجب الذين قالوا : ( إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) سورة الأحزاب ، آية : 67 وهم الأنداد من دون الله تعالى ، وأهل الجهالة أطاعوهم نصرة للباطل على الحق كما يطيع الهمج الرعاع زعماء السوء من غير بصيرة فيهلكونهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وهنا ألمح إليك ببيان رذاذ من غامض المحبة لأنها فوق أن تدرك حقيقتها العقول ، لأنها سر من أسرار الله وغيب من غيوبه سبحانه يتفضل بها على من سبقت لهم الحسنى ، وما تقول في قوم أحبهم الله من الأزل لا لعلم علموه ، ولا لقربة تقربوا بها إليه ، ولكن بمحض الفضل أظهرهم في الكون أحبابا له ، وقال لهم افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم . وهكذا ظل يستفيض رضي الله عنه في هذه المعاني السامية إلى أن قال: فثبت أن رحمة الله هي إسباغ نعم الكون وأن محبة الله تعالى هي إسباغ نعمة المكون الجاذبه إلى حضرته ، حتى تقع العين على العين فيرى محبوب الله تعالى غيب الغيب ببصره ، قال صلى الله عليه وسلم بسند الإمام البخاري في الحديث الطويل : (( ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فأذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي يتكلم به )) الخ الحديث." اهـ أقوال العارفين في المحبة "لقد عرف المحققون المحبة بتعاريف كثيرة منها : المحبة : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب. أي أن المحب يكون وفق مراد محبوبه دائما في أحكامه القدرية والشرعية . وقال سهل بن عبدالله : المحبة : معانقة الطاعة ومباينة المخالفة. أي أن المحب يبذل ما في وسعه ليطيع محبوبه ويبتعد عن مخالفته. وقال أبو عبدالله القرشي : حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شيء . أي أن المحبة تجعل المحب يقدم روحه وكل ما يملك لمحبوبه لأن العبد وما ملكت يداه لسيده ومولاه . وقال المحاسبي : المحبة ميلك إلى الشيء بكليتك ، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك ، ثم موافقتك له سرا وجهرا ثم علمك بتقصيرك في حبه. أي أن المحاسبي جمع بين أقوال المحبين وبين ما ينبغي أن يكون عليه المحب . المحبة عند الإمام الغزالي :
وقال الإمام الغزالي رضي الله عنه في الاحياء ، اعلم أن محبة الله تعالى هي الغاية القصوى من المقامات والذروة العليا من الدرجات فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها ولا قبل المحبة مقام إلا وهو مقدمة من مقدماتها قال تعالى : ( يحبهم ويحبونه ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم ارزقني حبك وحب من أحبك وحب ما يقربني إلى حبك واجعل حبك أحب إلي من الماء البارد ) رواه الترمذي واللفظ له وحسنه والحاكم وصححه . فالمحبة أسمى المقامات التي يحرص عليها المقربون : قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : ( من ذاق من خالص محبة الله تعالى شغله ذلك عن طلب الدنيا وأوحشه عن جميع البشر ) وقال الحسن : (من عرف ربه أحبه ومن عرف الدنيا زهد فيها ) وقال أبو سليمان الداراني : ( إن من خلق الله خلقا ما يشغلهم الجنان وما فيها من النعيم عنه فكيف يشتغلون عنه بالدنيا). فالذين يحبون الله تعالى لا تشغلهم الجنة وما فيها عن ربهم عز وجل." اهـ0 المحبون هم أولياء الله تعالى "قال السري السقطي : تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائها عليهم الصلاة والسلام فيقال : يا أمة موسى ويا أمة عيسى ويا أمة محمد ، غير المحبين لله فإنهم ينادون يا أولياء الله هلموا إلى الله سبحانه فتكاد قلوبهم تنخلع فرحا. وقال هرم بن حيان : المؤمن إذا عرف ربه أحبه وإذا أحبه أقبل عليه وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة . فمن رزقه الله محبته سعد بقربه في الدنيا والآخرة. من أقوال يحيى بن معاذ : قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه : عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه وحبه يدهش العقول فكيف وده ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه وفي بعض الكتب : "عبدي أنا وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا ". واعلم أن أسعد الخلق حالا في الآخرة أقواهم حبا لله تعالى فإن الآخرة معناها القدوم على الله تعالى وإدراك سعادة لقائه وما أعظم نعيم المحب إذا قدم على محبوبه بعد طول شوقه وتمكن من دوام مشاهدته أبد الآباد من غير منغص ولا مكدر، وإنما يحصل ذلك بقطع علائق الدنيا وإخراج حب غير الله من القلب فإن القلب مثل الإناء الذي لا يتسع للخل مثلا ما لم يخرج منه الماء ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) وكمال الحب أن يحب الله عز وجل بكل قلبه وما دام يلتفت إلى غيره فزاوية من قلبه مشغولة بغيره فبقدر ما يشتغل بغير الله ينقص من حب الله . فالمحب الصادق تجده ليلا ونهار لا يغفل عن ذكر ربه ومناجاته والأنس به. وقال أبو الدرداء لكعب الأحبار : أخبرني عن أخص آية يعني في التوراة ؟ فقال : ( يقول الله تعالى : طال شوق الأبرار إلى لقائي وإني إلى لقائهم لأشد شوقا قال ومكتوب إلى جانبها من طلبني وجدني ومن طلب غيري لم يجدني فقال أبو الدرداء أشهد أني لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ) ."اهـ | |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:17 pm | |
| نعيم أهل المعرفة والمحبة : " قال بعض العارفين بالله تعالى : ( ليس في الجنة نعيم أعلى من نعيم أهل المعرفة والمحبة ولا في جهنم عذاب أشد من عذاب من ادعى المعرفة والمحبة ولم يتحقق بشيء من ذلك) . فأهل المحبة والمعرفة بالله تعالى في أسمى مراتب النعيم الذي يفوق نعيم الجنة لأن المحبين هم خلاصة الناس.كما جاء في الروض الفائق : الناس في المحبة على أنواع وأجناس ومحبو الله هم خلاصة الناس. قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ). سورة البقرة ، آية :165 وكان أبو يزيد البسطامي رحمه الله يقول في مناجاته : ( إلهي لست أعجب من حبي لك وأنا عبد حقير وإنما أعجب من حبك لي وأنت ملك قدير ). فالسعيد حقا من عرف هذه النعمة وأن الله تعالى إذا أحب عبدا ورزقه محبته فتلك منة كبرى يجب شكرها والمحافظة عليها.وقد ذكر بعض الصالحين أنه كانت امرأة صالحة تسمى ميمونة تقول : عجبا للمحب كيف ينام = كل نوم على المحب حرام وكانت في البراري ترعى الأغنام فجاءها الربيع بن خيثم فوجدها قد اتخذت محرابا وهي تصلي فيه ورأى الغنم ترعي والذئاب تحرسها . فتعجب من ذلك و قال لها: كيف اجتماع الذئاب بالغنم ؟ . فقالت : لما تعلق حبه بقلبي واحتكم . تركت الدنيا عن قلبي فأصلح ما بين الذئاب والغنم . ثم قالت : يا ربيع اسمعني شيئا من كلام سيدي فقد اشتاقت نفسي إليه فقرأت : (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) وهي تسمع وتبكي وتضطرب إلى أن وصل إلى قوله تعالى : ( ان لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) فصرخت صرخة وخرت ميتة . فأهل المحبة تولاهم بعنايته وجعل لهم كرامات ونفحات عليا . وقال عبد الله بن الفضل رحمه الله تعالى : لما توفي يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله رؤى في المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي . قيل : بماذا قال كنت أقول في مناجاتي إلهي إن كنت مقصرا في خدمتك فما كنت مقصرا في محبتك . فالمحب الصادق يرفع لأعلى المنازل بصدق محبته. وقال أبو القاسم الجنيد : كان سمنون المحب ممن أقيم في مقام المحبة وكان إذا تكلم في المحبة كاد الصخر أن يتصدع لكلامه ويقال : أن قناديل المسجد كانت تتلاطم وتنكسر عندما يتكلم في المحبة ، وتهيم الخلق وتتوله عقولهم ، ويصيرون في دهشة وحيرة حتى الطيور تهيم عند سماع كلامه ، ونزل عليه يوم طائر وهو يتكلم في المحبة فقعد في حجره ثم نزل عن حجره إلى الأرض ، وضرب بمنقاره على الأرض ، حتى خرج الدم من منقاره ومات ، وسئل بعض الأكابر فقيل له : ما بال كلام سمنون في المحبة يؤثر في قلوب الخلق مالا يؤثر كلام غيره؟ فقال : ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة والكلام إذا خرج من القلب دخل القلب ، وإذا خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان. قال بعض المحبين : كيف تبقى للعاشقين ذنـــــــــــوب = وهي من حرقة الفـــــؤاد تـــــــذوب كيف ينسى المحب ذكر حبيــــــب = واسمه في فـــــــــؤاده مكتــــــــوب وقال غيـــــــــــره : طلب الحبيب من الحبيب رضـــــاه = ومنى الحبيب من الحبـــــيب لقـــاه أبدا يلاحظه بعيــــــــــني قلـــــبه = والقلب يعــــــــرف ربـــه ويـــــراه يرضى الحبيب من الحبيب بقربـــه = دون البعاد فما يريــــــــــد ســــواه
حببوا الله إلى عباده
"عن الحسن البصري [ رضى الله عنه ] قال أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : يا داود أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي . فقال يارب أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى عبادك؟ فقال : تذكرني لهم وتذكرهم آلائي ونعمائي فإنهم لم يعرفوا مني إلا الجميل والإحسان .
قال المناوي [ رضى الله عنه ] في شرحه الكبير على الجامع الصغير عند قوله صلى الله عليه وسلم ( حببوا الله إلى عباده يحبكم الله) . رواه الطبراني والضياء عن أبي أمامة ورمز السيوطي لصحته .
أي ذكروهم بآلائه عليهم ليحبوه فيشكروه فيضاعف مزيده عليهم لأنكم إن فعلتم ذلك أحبكم والمحبة توصل إلى القلوب ألطافا وتجلب إليها انعطافا .
فعلى المؤمنين وخاصة الدعاة أن يحببوا الله إلى عباده ويذكروهم بنعمه ومحبته.
فاذا كانت محبته سبحانه سبقت للعبد بمحض العناية فالمرء بين يدي محبوبه قائم ولخدمته ملازم وفي حبه هائم.
قال أبو حيان رحمه الله : حضرت مجلس ذي النون المصري رحمه الله في فلاة مصر فحسبت من حضر فكان عددهم سبعة الآف فتكلم في محبة الله تعالى وما يتعلق بالمحبين وصفاتهم فقال : قد أحرقت المحبة قلوبهم وصفا من الكدر مشروبهم لا جرم أنهم بشروا بالهنا وبلوغ المنى فصارت أبدانهم روحانية وعقولهم سماوية تسرح بين صفوف الملائكة بالعيان تشاهد تلك الأمور باليقين فعبدوه بمبلغ استطاعتهم لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره.
أي عبدوا الله تعالى لذاته العلية فلا يطمعون في الجنة لنعيمها فقط وإنما يطمعون فيها لأنها محل نظره ولمشاهدة وجهه الكريم ولا يخافون النار لمجرد عذابها فحسب وإنما يخافونها لأنها محل غضبه وسخطه." اهـ
شواهد المحبة لائحة
"قال بعض العارفين : للمحبة رجال ما تركوا في قلوبهم لغير محبوبهم مجال ما في المحب عضو ولا جارحة إلا وعليه شواهد المحبة لائحة فالألسن قد شغلها أنيس ( فاذكروني أذكركم ) والأسماع منصتة لاستماع كلام الحبيب بألحان : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) والأبصار شاخصة لانتظار : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) والأبدان قائمة بوظيفة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) والقلوب مرتبطة برابطة : ( يحبهم ويحبونه ) والأرواح ترتاح لأذكار : ( فروح وريحان ) فما للعارف غفلة عن مشهوده ولا للعابد غفلة عن معبوده .
قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه في مقام المحبة :
الحب أعلى مقامات المريديــــــنا = به الوصـــــــــــول إلى رتب المرادينا الحب حبان حب عن مواجهــــة = بالاجـــتلاء وهــــــــــــــذا للأقلينا أو فهم آثار آيات مســــــــــخرة = بها الوصول إلى روضــــــــات عالينا والعارف الفرد محبوب لخالقــــه = فات المقامات تحقيقا وتمكـــــــــينا في كل نفس له نــــــــور يواجهه = من عالم القدس ترويحا وتيقيـــــــنا
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:19 pm | |
| مراتب الحب الإلهي
قال بعض العارفين : الحب أربع مراتب الحب لله والحب في الله والحب بالله والحب من الله ، فالحب لله ابتداء والحب من الله انتهاء والحب في الله وبالله واسطة بينهما فالحب لله هو أن تؤثره ولا تؤثر عليه سواه والحب في الله أن تحب فيه من والاه والحب بالله أن يحب العبد من أحبه وما أحبه منقطعا عن نفسه وهواه والحب من الله هو أن يأخذك من كل شيء ولا تحب إلا إياه وعلامة الحب لله دوام ذكره مع الحضور وعلامة الحب بالله أن يكون باعث الحظ مقهورا بنور الله ، وعلامة الحب في الله أن تحب من لم يحسن لك بدنياه من أهل الخير والطاعة لله وعلامة الحب من الله أن يجذبك إليه فيجعل ما سواه عنك مستورا .
فمن عرف مقدار المحبة سعى إليها وسارع للتحقق بها والتعرض لها بفضل الله وتوفيقه.
قال : الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : من أحب الله وأحب لله فقد تمت له ولايته والمحب على الحقيقة من لا سلطان على قلبه لغير محبوبه ولا مشيئة له غير مشيئته ، وقال : المحبة أخذة من الله لقلب عبده عن كل شيء سواه ، فترى النفس مائلة لطاعته والعقل متحصنا بمعرفته والروح مأخوذه في حضرته والسر معمورا في مشاهدته والعبد يستزيد فيزاد ويفاتح بما هو أعذب من لذيذ مناجاته فيكسى حلل التقريب على بساط القرب ويمس أبكار الحقائق وثيبات العلوم .
فأهل المحبة الصادقة جمعوا خيري الدنيا والآخرة لارتقائهم عن محبة الدنيا وزينتها الفانية.
قول ابن عطاء الله في حب الله تعالى :
قال ابن عطاء : " وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا " أي من أعطاه الله تعالى من حبه المذكور نصيبا فقد حاز ربح الدارين وفاز بقرة العين ، ومن حرم ذلك فقد خسرت صفقته وبان غبنه وخيبته.
قال بعض العارفين : إياك أن تخرج من هذه الدار وما ذقت حلاوة محبته جل جلاله ." اهـ
أصناف المحبين لله تعالى
"جاء في جواهر المعاني لأبي العباس التيجاني [رضى الله عنه ] : محبة الخلق لله سبحانه وتعالى على أربعة أقسام :
القسم الأول : محبتهم للثواب . والقسم الثاني : محبتهم لآلائه ونعمائه . والقسم الثالث : محبتهم لما هو عليه من الكمال والجمال. والقسم الرابع : محبتهم للذات العلية
أما محبتهم للثواب فمعلومة وكذا محبتهم لآلائه ونعمائه وهاتان المحبتان لعامة المؤمنين منها حظ ونصيب ولكن قد تزولان هاتان المحبتان بزوال سببها وأما القسم الثالث سببها ثابت وهو ما عليه ربنا من أوصاف الكمال والعظمة والجمال وهذه لصغار الأولياء ولكن لا تلحق المرتبة الرابعة لأن المرتبة الرابعة مجردة عن الأسباب والعلل والأوصاف وهذه لا تكون إلا لمن فتح عليه ورفع عنه الحجاب وشاهد أسرار الأسماء والصفات والمواهب والحقائق والكمالات.
ثم قال رضي الله عنه في بيان التدرج في هذه المراتب المذكورة : فصاحب محبة الثواب إذا دام التوجه بها إلى الله تعالى ولازم قلبه ذلك انتقل منها إلى محبة الآلاء والنعماء فإذا دام التعلق بها والتوجه إلى الله بالقلب على طريقها انتهت به إلى محبة الصفات فانتقل إليها حينئذ وهي أعلى منها وصاحب محبة الصفات إذا دام التوجه بها إلى الله تعالى واستقام سيره وسلوكه انتقل منها إلى محبة الذات وهي الغاية القصوى واعلم أن محبة الله للعبد هو إفاضة محبة ذاته المقدسة عليه فهي غاية الغايات وإليها ينتهي سير كل سائر من وصلها كملت له مطالب الدنيا والآخرة قال تعالى : ( يحبهم ويحبونه ) فلولا محبته سبحانه وتعالى لهم ما وصلوا إلى محبة ذاته سبحانه وتعالى.
فمن تأمل في ذلك عرف أن السعادة كلها في معرفة ذات الله تعالى بصفاته العلية وأسمائه الحسنى فيطمع في كرمه ويرجو ثوابه ونعمه لأنه يرى الله فيها .
ابن الفارض والمحبة : يقول سلطان العشاق ابن الفارض رضي الله عنه :
وعن مذهبي في الحـب مالي مذهــب = وإن ملت يوما عنه فارقــت ملـــــتي ولو خطرت لي في ســــــــواك إرادة = على خاطري سهوا قضيت بردتـــــي
ويقول أيضا :
لو أن روحي في يدي ووهبتــــــــها = لمبشري بقدومــــكم لم أنصـــــــــف مالي سوى روحي وبـاذل روحــــــه = في حب من يهواه ليــــس بمســـرف فلئن رضيت بها فقد أســـــــعفتني = ياخيبة المسعى إذا لم تســــــــــعف
إنما يحب الله تعالى لذاته العلية
قال شهاب الدين أحمد القسطلاني [ رضى الله عنه ] : محبة الله تعالى تختص عن محبة غيره في قدرها وصفاتها وإفراده سبحانه وتعالى بها فإن الواجب له من ذلك أن يكون أحب إلى العبد من ولده ووالده بل من سمعه وبصره ونفسه التي بين جنبيه فيكون إلهه الحق ومعبوده أحب إليه من ذلك كله والشيء قد يحب من وجه دون وجه وقد يحب لغيره وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده ولا تصح الألوهية إلا له تعالى والتأله هو المحبة والطاعة والخضوع .
وفي البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى أنه قال : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه وفي رواية:بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )).
وقد استشكل كون النوافل تنتج المحبة ولا تنتجها الفرائض وأجيب بأن المراد من النوافل إذا كانت مع الفرائض مشتملة عليها ومكملة لها أو أن الاتيان بالنوافل لمحض المحبة لا لخوف العقاب على الترك بخلاف الفرائض وأن المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير محبوبا لله فإذا صار محبوبا لله أوجبت محبة الله له محبة أخرى منه لله فوق المحبة الأولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه ولم تبق منه سعة لغير محبوبه البته فصار ذكر محبوبه مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على محبه الصادق في محبته .
ولا ريب أن هذا المحب إن سمع سمع بمحبوبه وإن أبصر أبصر به وإن نظر نظر به وإن مشى مشى به فهو في قلبه ونفسه وأنيسه وصاحبه والباء هنا باء المصاحبة ولما حصلت الموافقة من العبد لربه في محابه حصلت موافقة الرب لعبده في حوائجه ومطالبه فقال : ((ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذبي لأعيذنه ))أي كما وافقني في مرادي بامتثال أوامري والتقرب إلى بمحابي فأنا أوافقه في رغبته فيما يسألني أن افعله ويستعيذ بي أن يناله ، وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) سورة آل عمران ، آية :31 فجعل الله تعالى متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم آية محبة العبد ربه وجعل جزاء العبد حسب متابعة الرسول [صلى الله عليه وآله وسلم ] محبة الله تعالى إياه وهذه المحبة تنشأ من مطالعة العبد منة الله عليه من نعمه الظاهرة والباطنة فبقدر مطالعة ذلك تكون قوة المحبة ومن أعظم مطالعة الله على عبده منة تأهله لمحبته ومعرفته ومتابعة حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم (1) المواهب اللدنية في المقصد السابع .
وأصل هذا نور يقذفه الله تعالى في قلب ذلك العبد فإذا أدار ذلك النور أشرقت له ذاته فرأى في نفسه وما أهلت له من الكمالات والمحاسن فعلت به همته وقويت عزيمته وبحسب هذا الاتباع توجب المحبة والمحبوبية معا ولا يتم الأمر إلا بهما فليس الشأن أن تحب الله بل الشأن أن يحبك الله ولا يحبك إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهرا وباطنا وصدقته خبرا وأطعته أمرا وأجبته دعوة وآثرته طوعا وفنيت عن حكم غيره بحكمه وعن محبة غيره من الخلق وعن طاعة غيره بطاعته وإن لم تكن كذلك فلا تتعن فلست على شيء وتأمل قوله : ( فاتبعوني يحببكم الله ) أي الشأن في أن الله تعالى يحبكم لا في أنكم تحبونه وهذا لا تنالونه إلا باتباع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم." اهـ علامة محبة الله تعالى :
"قال المحاسبي [رضى الله عنه ] : وعلامة محبة العبد لله عز وجل اتباع مرضات الله والتمسك بسنن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان ووجد طعمه ظهرت ثمرة ذلك على جوارحه ولسانه فاستحلى اللسان ذكر الله تعالى وما والاه وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله فحينئذ يدخل حب الإيمان في القلب كما يدخل حب الماء البارد الشديد برده في اليوم الشديد الحر للظمآن الشديد عطشه فيرتفع عنه تعب الطاعة لا ستلذاذه بها بل تبقى الطاعات غذاء لقلبه وسرورا له وقرة عين في حقه ونعيما لروحه يلتذ بها أعظم من اللذات الجسمانية.
قالت رابعة العدوية [ رضي الله تعالى عنها] :
تعصي الإله وأنـت تظهــــــر حبـه = هذا لعمري في القياس شــــــنيع لو كان حبك صادقـــــــا لأطــــعته = إن المحب لمن يـــحب مطيـــع
قال بعض المحبين: ظاهر المحبة رضا المحبوب وباطنها إعطاء القلب إلى المحبوب بحيث لا يبقى فيه بقية لغيره .
وقال بعضهم :
وليتك تحلو والحـــــــياة مريـــــرة = وليتك ترضى والأنام غضــــــاب وليت الذي بيني وبيــــــــنك عامر = وبيني وبين العالمين خـــــــراب إذا صح منك الود فالكل هـــــــــين = وكل الذي فوق التراب تـــــراب
السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها :
هذا والمحب يظل طول عمره في شوق للقاء الله تعالى لأن الشوق انجذاب القلب إلى مشاهدة المحبوب والفرح بلقاء الله ولذا لما احتضرت السيدة نفيسة رضي الله عنها وهي صائمة طلبوا منها الفطر ، فقالت : واعجبا أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة أفأفطر الآن هذا لا يكون وذلك لشدة محبتها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنشدت تقول :
اصرفــوا عني طبيـــــبي = ودعـــــــوني وحبيـبي زاد بي شوقي إليــــــــه = وغرامـــــــي ونحيــبي
ثم ابتدأت في سورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى : ( لهم دار السلام عند ربهم ) . خرجت روحها الطاهرة الزكية .
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:20 pm | |
| قلوب المشتاقين :
وعلى ذلك فحب الله تعالى يدفع المحبين للشوق إلى الله تعالى .
قال بعض الصالحين [رضى الله عنهم ] : قلوب المشتاقين منورة بنور الله عز وجل وإذا تحرك فيها الاشتياق أضاء نوره ما بين السماء والأرض فيباهي الله عز وجل بهم الملائكة ويقول : أشهدكم ياملائكتي أنني إليهم أشوق .
وقال أبو عبد الله النساج [رضى الله عنه] : كل عمل لم يكن فيه محبة الله لم يقبل .
وقال عبد الله بن زيد [رضى الله عنه ] : مررت برجل نائم في الثلج وعلى جبينه قطرات من العرق فقلت يا عبد الله أما تجد البرد فقال : من شغله حب مولاه لا يجد البرد قلت وما علامة المحب قال : استقلال الكثير من نفسه واستكثار القليل من حبيبه فقلت أوصني فقال : كن لله يكن الله لك .
و قال ابراهيم بن أدهم [رضى الله عنه ] : دخلت جبل لبنان فاذا أنا بشاب قائم يقول يا من قلبي له محب ونفسي له خادمة وشوقي إليه شديد متى ألقاه؟ فقلت رحمك الله ما علامة حب الله؟ قال : حب ذكره ، قلت فما علامة المشتاق؟ قال : أن لا ينساه في كل حال .
وقال عقبة بن سلمة [رضى الله عنه ] : ما من ساعة يكون العبد أقرب إلى الله تعالى من حين يخر ساجدا وما من خصلة في العبد أحب إلى الله تعالى من الشوق إليه . " اهـ
الشيخ العقاد والحب الإلهي
"ويقول العارف بالله الشيخ أحمد العقاد في مشاهدة تجليات الحق تبارك وتعالى: ويتجلى بالجمال فتقبل إليه الأرواح ، وتبتهج الأشباح فترى عطاء مدرارا ، وتشهد كريما ستارا ، وترى لطفا بك يتوالى ، وعطفا من الودود تعالى ويتجلى ، ببسط يشرح الصدور ، وعناية من الغفور الشكور ولسان الحال يقول:
جمــــــالك يا ودود به هيـــــــامي = ولطفك يا حمــــــيد به غرامــــــي وعطفك يا شــــكور به ســــــعودي = وعفـــوك يا غـفــــور به مــــدامي وحلمك جاذب قلبي بطـــــــــــلف = إلى دار الســـــعادة والســــــــــلام ملأت القلب حبا يا مـــــــــــرادي = بما توليـــــه من نعــــــــــم عظام فواجهني بإحسان ولطـــــــــــــف = بأوصاف الجمـــال على الــــــدوام
ويتجلى بالجلال فتقشعر الجلود ، وتلين القلوب ، وتنكمش البشرية والفؤاد من الهيبة يذوب فالجلال يزكي النفوس ويقطع من العبد أسباب الشهوات ويؤهلها لحضرة القدوس ، ويسلط عليه البلاء ليرفعه لأعلى الدرجات ، وفي الحقيقة ليس عند العارفين جلال ، ولكنه في باطنه جمال، فالمعطي المانع هو الله ، والضار النافع رب العباد جل علاه ولسان العارف يقول :
جلالك فيه تزكية النفـــــــوس = وفي معنـــــــاه راح في الكئــــــوس يزكي النفس يرفعــــــها فيبقى = لها مثل الحلي لــــــدى العــروس يرى في منعه من عطـــــــــــاء = تأمل وانتبه وافهم دروســــــــــــي فإن جلال ربي فيه ســــــــــر = يصــــــير آله مثل الشـــــــــموس
الله تعالى أولى بالحب من كل شيء إن ذكر النعمة يورث المحبة ، قال علي بن الفضيل رحمة الله عليه : إنما يُحب الله عز وجل لأنه هو الله وقال رجل لطاووس أوصني ؟ قال : أوصيك أن تحب الله حبا حتى لا يكون شيء أحب إليك منه." اهـ فمن عرف نعم الله تعالى أحبه وأقبل عليه
"قال تعالى : : ( الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ). سورة ابراهيم ، آية : 34
قال الفخر الرازي في تفسيره :
والتقدير : آتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه ولم تصلح أحوالكم ومعايشكم إلا به فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال،ثم إنه تعالى لما ذكر هذه النعم ختم الكلام بقوله : ( وان تعدوا نعمت الله لاتحصوها ) .
واعلم أن الإنسان إذا أراد أن يعرف أن الوقوف على أقسام نعم الله ممتنع ، فعليه أن يتأمل في شيء واحد ليعرف عجز نفسه عنه ونحن نذكر منه مثالين : الأول : أن الأطباء ذكروا أن الأعصاب قسمان ، منها دماغية ومنها نخاعية ، أما الدماغية فإنها سبعة ثم أتعبوا أنفسهم في معرفة الحكم الناشئة من كل واحد من تلك السبعة ، ثم مما لا شك فيه أن كل واحد منها تنقسم إلى شعب كثيرة وكل واحد من تلك الشعب أيضا إلى شعب دقيقة أدق من الشعر ولكل واحد منها ممر إلى الأعضاء ولو أن شعبة واحدة اختلت إما بسبب الكمية أو بسبب الكيفية أو بسبب الوضع لاختلت مصالح البنية ، ثم إن تلك الشعب الدقيقة تكون كثيرة العدد جدا ، ولكل واحدة منها حكمة مخصوصة . فإذا نظر الإنسان في هذا المعنى عرف أن لله تعالى بحسب كل شظية من تلك الشظايا العصبية على العبد نعمة عظيمة لو فاتت لعظم الضرر عليه وعرف قطعا أنه لا سبيل له إلى الوقوف عليها والاطلاع على أحوالها وعند هذا يقطع بصحة قوله تعالى : ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ) وكما اعتبرت هذا في الشظايا العصبية فاعتبر مثله في الشرايين والأوردة وفي كل واحد من الأعضاء البسيطة والمركبة بحسب الكمية والكيفية والوضع والفعل والانفعال حتى ترى أقسام هذا الباب بحرا لا ساحل له . وإذا اعتبرت هذا في بدن الإنسان الواحد فاعرف أقسام نعم الله تعالى في نفسه وروحه فعند ذلك اعتبر أحوال عالم الأفلاك والكواكب وطبقات العناصر وعجائب البر والبحر والنبات والحيوان وعند هذا تعرف أن عقول جميع الخلائق لو ركبت وجعلت عقلا واحدا ثم بذلك العقل يتأمل الإنسان في عجائب حكمة الله تعالى في أقل الأشياء لما أدرك منها إلا القليل ، فسبحانه تقدس عن أوهام المتوهمين .
وأنك إذا أخذت اللقمة الواحدة لتضعها في الفم ، فانظر إلى ما قبلها وإلى ما بعدها أما الأمور التي قبلها : فاعرف أن تلك اللقمة من الخبز لا تتم ولا تكمل إلا إذا كان هذا العالم بكليته قائما على الوجه الأصوب ، لأن الحنطة لابد منها ، وأنها لا تنبت إلا بمعونة الفصول الأربعة ، وتركيب الطبائع وظهور الرياح والأمطار ، ولا يحصل شيء منها إلا بعد دوران الأفلاك واتصال بعض الكواكب ببعض على وجوه مخصوصه في الحركات ، وفي كيفيتها في الجهة والسرعة والبطء ثم بعد أن تكون الحنطة لابد من آلات الطحن والخبز ، وهي لا تحصل إلا عند تولد الحديد في أرحام الجبال .
ثم إن الآلات الحديدية لا يمكن إصلاحها إلا بآلات أخرى حديدية سابقة عليها ولابد من انتهائها إلى آله حديدية هي أول هذه الآلات فتأمل أنها كيف تكونت على الأشكال المخصوصة ، ثم إذا حصلت تلك الآلات فانظر أنه لابد من اجتماع العناصر الأربعة ، وهي الأرض والماء والهواء والنار حتى يمكن طبخ الخبز من ذلك الدقيق ، فهذا هو النظر فيما تقدم على حصول هذه اللقمة ، وأما النظر فيما بعد حصولها : فتأمل في تركيب بدن الإنسان ، وهو أنه تعالى كيف خلق الأبدان حتى يمكنها الانتفاع بتلك اللقمة ، وأنه كيف يتضرر الإنسان بالأكل وفي أي الأعضاء تحدث تلك المضار ، ولا يمكنك أن تعرف القليل من هذه الأشياء إلا بمعرفة علم التشريح وعلم الطب بالكلية .
"فظهر بما ذُكر أن الانتفاع باللقمة الواحدة لا يمكن معرفته إلا بمعرفة جملة الأمور، والعقول قاصرة عن إدراك ذرة من هذه المباحث فظهر بهذا البرهان القاهر صحة قوله تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها) ثم إنه تعالى قال : ( إن الإنسان لظلوم كفار) قيل : يظلم النعمة باغفال شكرها كفار شديد الكفران لها . وقيل ظلوم في الشدة يشكو ويجزع ، كفار في النعمة يجمع ويمنع، والمراد أن الإنسان ههنا: الجنس ، يعني أن عادة هذا الجنس هو هذا الذي ذكرناه. إلى أن قال :فإن الإنسان مجبول على النسيان وعلى الملالة ، فإذا وجد نعمة نسيها في الحال وظلمها بترك شكرها ، وإن لم ينسها فإنه في الحال يملها فيقع كفران النعمة، وأيضا إن نعم الله كثيرة فمتى حاول التأمل في بعضها غفل عن الباقي.
وما أبدع روعة الناظم : تبصر حيث كان لك التبصــــــر = وإن ترد المهيمن حين تذكـــــــر وفي ذات الإله دع التفكــــــر =تأمل في نبات الأرض وانظــر إلى آثار ما صــنع المليك أنوار المهيــــــــمن ســــاطعات = وأفكار الخلائق حائــــــرات ولكن الأدلـــــــة واضــــــحات = أصول من لجين زاهــــــرات على أغصانها ذهب سبيك شموس في البريـــــة مشـــرقات = نجوم في الدياجي لا معـــات بطول الدهر يوما ســــــــابحات = إلى ما لست أدري طائــــرات يطير بها له الجــرم السميك رياض مـونقات منعشـــــــــات = وألوان لعينك مدهشـــــــات وأزهــــــار تروقك مبهجـــــات =على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شـــــريك
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:22 pm | |
| المؤمن أشد حبا لله تعالى
"إن المؤمن الذي يتأمل ببصيرته جمال الله تعالى وجلاله في كل شيء ويرى بره ولطفه وإحسانه مشهودا في كل أمر ويعلم علم اليقين أنه سبحانه هو المنعم الذي لا إنعام إلا منه ولا سعادة إلا به يصير قلبه مشغولا بمحبته وعمله موجها إليه ، ولذته الكبرى في ذكره وطاعته وعدم المخالفة عن أمره وبذلك يكون قرير العين مطمئن القلب شاكرا لمولاه بلسانه وقلبه أن الله رزقه محبته . فالله عز وجل أولى بالحب من كل محبوب فيجب على كل مؤمن أن يتعلق قلبه بربه أكثر من حبه لوالده وولده ونفسه التي بين جنبيه والناس أجمعين وكل ما هو محبوب لديه لأن النعم المفاضة من فضله وكرمه والتي يتقلب فيها الإنسان ليلا نهار وينعم بها طولا وعرضا مع توالى الأنفاس ودقات القلوب ، في كل وقت وحين تدعوه بلسان حالها لحب المنعم جل جلاله .
قال عز وجل منبها عباده إلى هذه النعم : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) سورة النحل ، آية : 18
وقال عز وجل : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) سورة النحل ، آية : 53 ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي )) رواه الترمذي والحاكم .
فهل من الوفاء والفطرة السليمة ، أن يتمتع الإنسان بما خلق الله له من هذه النعم في الإصباح والإمساء ويرى ما فيها من بديع الصنع وأن الله تعالى سخر لنا كل شيء في الأرض والسماء . كما قال عز وجل : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) سورة البقرة ، آية : 29 وقال عز وجل : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) سورة لقمان ، آية : 30 ثم لا يمتلىء قلبه بمحبته فيسارع إلى شكره وعبادته :
إني لأعجب ممن قد رأى طرفـا = من فرط لطفك ربي كيف ينساك
فالسعيد حقا هو الذي يتفكر في إنعامه ومزيد إحسانه وعظمته التي يعجز عن وصفها وعلمه الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، وحكمته التي أتقن بها جميع الأشياء وكل ما هو متصف به عز وجل من صفات الجمال والكمال والجلال .
قال صاحب كتاب : الحب بين العبد والرب :
أيها الإنسان : إن كان لا يستولي على نفسك إلا سلطان الحسن ، الذي تشاهده بعينيك أو تلمسه بيدك ، فاعلم أن كل جمال يقع عليه حسك أو يتصل به لمسك ، فإنما هو ظل من ظل ذلك الجمال المطلق ، الذي يجل عن الحدود ويتعالى عن القيود ، وليس يعطيك أي مظهر من مظاهره إلا بعض سرائره ولا تمثل لك أي مرآة من مراياه إلا بعض مزاياه وأنى يسع المحدود من لا يقبل التحديد وكيف لا يضيق المقيد بمن لا يدخل في سجن التقييد.
شيء به فتن الــــــــورى وهو الذي = يدعى الجمال ولست أدري مـــا هو قال بعض الحكماء لتلاميذه : إن الناس كلهم يشتاقون إلى الله ، أتدرون لماذا؟ لأنهم يتوقون إلى صلاح لا يتناهى ، وكمال لا يتناهى ، وجمال لا يتناهى ، وليس ذلك إلا لله تعالى ! فارجع أيها المؤمن إلى ماهية فطرتك ، وافتح عين بصيرتك ، وطالع ذلك الجمال الإلهي الذي تجلى على صفحات الموجودات ، واقرأه بين سطور تلك الكائنات. وعند ذلك ينطلق لسان حال: عجبــــت لعاقل في الناس أضحـى = يرى هذا الجمـــــال ولا يهيـــــــم
وتردد الروح قائلة :
لعمرك كل الحسن من بعض حسـنه = وما حسن كل الحســـــن إلا جماله
فتأمل هذا الحسن والإبداع في كل شيء تراه واضحا جليا.
إن شئت في فلك أو شــئت في ملك = أو شئت في مدر أو شــئت في حجر فالكل ينطــــق أن الله خالقــــــــه = وهــــو المليك ورب النفـــع والضرر
وهل الشمس وهي أبهر ما وقع عليه البصر وأروع ما وصل إليه النظر ، إلا أثر من آثاره ونور من عطائه كتب عليها القادر آيات البهاء والجمال فنحن نقرأها ونخر لربنا ساجدين ونرى فيها رحمة الله فنقول معترفين (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) سورة المؤمنون ، آية : 14"
"لمن تكون محبة الله عز وجل ؟
إن محبة الله عز وجل إنما تكون لمحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يتبعه ويقتدي به. مصداقا لقول الله عز وجل: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة آل عمران ، آية : 31
فالمتبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون محبوبا لله عز وجل لأن اتباعه صلى الله عليه وسلم يعطي متبعه محبة الله تعالى التي هي ثمرة الاتباع .
كيف نفوز بمحبة الله تعالى ؟
وعلى ذلك فإذا أردنا أن نفوز بمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فنكون من المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أهم الأمور في الاتباع المؤدية لمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ما يلي :
الصدق في محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والبحث عن المرشد الكامل والوارث المحمدي لنتلقى عنه أسرار تزكية النفوس .
والإلتزام بأوامر الله تعالى والاقتداء والتشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والإكثار من قراءة القرآن الكريم بالتدبر لمعانيه واستحضار أن العبد يسمعه من الله تعالى بمحبة وشوق وخشوع تام حريصا على أن يتفهم مراد الحق سبحانه وتعالى. والإكثار من التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض ، لأنها هي التي توصله إلى درجة المحبة .
ودوام الذكر على كل حال باللسان والقلب وذلك بالشوق والحنين مع الفرح بفضل الله تعالى وتوفيقه.
والاقبال على الله تعالى ومناجاته بأسمائه وصفاته فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، رزقه الله تعالى المحبة .
والتدبر عند مشاهدة آياته في كل شيء مع ملاحظة إحسانه وآلائه ومراعاة نعمه الباطنة والظاهرة ، وخاصة التي يتقلب فيها العبد ليلا ونهارا ليجتهد في أداء شكر الله تعالى .
وإيثار ما يحبه الله تعالى على هوى النفس وحب المساكين ومسح رأس اليتيم وإدخال السرور على المكروبين بتفريج كروبهم .
وإنكسار القلب بالتضرع دائما بين يدي الله تعالى والجلوس مع المنكسرة قلوبهم من أجل الله تعالى .
وحب الخلوة به سبحانه لمناجاته والوقوف بين يديه في الصلاة وحب الصالحين ومخالطة المحبين الصادقين والفرار إلى الله تعالى من كل سبب يحول بين القلب ، وبين الله عز وجل ومجاهدة النفس ومحاسبتها على كل شيء ومراقبة الله تعالى في كل عمل.
وكذلك من اتصف بالصفات التي يحبها الله تعالى في القرآن مثل قوله تعالى : (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) ، (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) ، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) ، ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وإن كان ذلك كله راجعا إلى الاتباع أيضا ، لأن من كان متبعا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان متصفا بهذه الصفات التي تجعله محبوبا لله تعالى .
فهذه بعض أسباب محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم للعبد ومدار ذلك كله على فضل الله تعالى واستعداد الروح لهذا الأمر وانجلاء عين البصيرة."
من دواعي المحبة وأسبابها
"إن دواعي المحبة في ذات الله تعالى وصفاته لا تحصى ، فإذا كنت تحب شيئا لما يبهرك من إبداعه فأحب الله تعالى الذي أتقن هذه العوالم كلها ، وأودع فيها من الحكم والأسرار ما أدهش فلاسفة العالم ، وكل أصحاب العقل والتفكير .
وقد اعترف الفليسوف الانجليزي ( سبنسر ) بهذه العظمة الإلهية ، التي ظهرت في صنع الله في هذا العالم حيث قال : ( ليس الغرض من علم الطبيعة معرفة تلك الظواهر الطبيعية ، وإنما الغرض الأسمى : أن يشرف الإنسان على ذلك السر الباهر ، ويستطيع معرفة تلك العظمة الإلهية من وراء تلك الحدود التي ينتهي إليها علم الطبيعة )
وإن كنت تحب أحدا لمزيد علمه وحكمة تدبيره ، فأحب الخالق العظيم الذي أوجده وألهمه هذه الحكمة ، وهو قيوم السماوات والأرض وأمره بين الكاف والنون. قال تعالى : ( إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة البقرة ، آية : 47
وإن كنت تحب أحدا لاحسانه وفضله وتميزه ببعض الفضائل والمكارم ، فأحب المنعم الكريم لأنه المفيض لكل نعمة الفاتح لعباده أبواب الرحمة ، لأن المحبة إما أن تكون للكمال أو للجمال أو للنوال فالكمال والجمال كله لله وحده والنوال كله لا يكون إلا من الله قال الله تعالى : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) سورة النحل ، آية : 53
فنعم الله تعالى كثيرة ولن تستطيع أن تحصي نعمة واحدة من نعمه سبحانه .
فمن يتأمل مثلا في نعمة الهواء التي يتوقف عليها وجود كل حي وما ينتج عنها وما يتشعب منها . أو ينظر إلى نعمة الضياء أو الماء ، وما أودعه الله في الأشياء بباهر حكمته وعظيم تقديره ، قال تعالى : (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) سورة يس ، آية : 38 ."
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:23 pm | |
| آيات الله في الأنفس والآفاق :
"وكذلك يتدبر فيما حوله من النعم ويقرأ قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ. وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة القصص ، آية : 73
وقوله سبحانه : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ. وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) سورة ابراهيم ، آية : 32/34
وقوله جل شأنه : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) سورة البلد ، آية : 8/10 وقوله جل جلاله : (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الروم : آية :24 وقوله عز وجل : (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الرعد ، آية : 4
قوله تباركت أسماؤه : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) سورة الحج ، آية : 46 فكل هذه الآيات وغيرها في الكتاب العزيز تلفت نظر الإنسان إلى قدرة الله وبديع صنعه وجميل إحسانه وعظيم كرمه فلا يسعه إلا أن يذعن لخالقه ويعترف بالإنعام المفاض على كل من في الوجود وهذا يدعوه إلى محبته والسعي إلى مرضاته.
وهذا ما فكر فيه وأحس به الفليسوف ( لنيه ) الفسيولوجي الفرنسي ، الذي كان يدعوه وجدانه فيجيبه ، ويناجيه شعوره الحي فلا يتغافل عنه قال :
" إن الله الأزلي الكبير العالم بكل شيء قد تجلى لي ببديع صنائعه ، حتى صرت مدهوشا مبهوتا فأي قدرة وأي حكمة وأي إبداع أودعه مصنوعاته؟ سواء في ذلك أصغر الأشياء أم أكبرها ، إن المنافع التي نستمدها من هذه الكائنات ، تشهد بعظيم رحمة الله التي سخرها لنا ، كما أن جمالها وتناسقها ينبيء بواسع حكمته ، وكذلك حفظها وتجددها ينطق بجلال عظمته ".
فمن ينظر إلى نفسه ويتأمل حسن تكوينه ألا يحب من صوّره فأحسن صورته وخلقه في أحسن تقويم وشق سمعه وبصره وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة؟
وما أروع قول القائل :
هاج للقلب من هـــــــواءه اذكار = وليال خلالهـــــــن نهــــار وجبال شـــــوامخ راســـــــيات = وعيون مياههن عـــــــــــزار ونجوم تلوح في جـــــنح ليــــل = مشرقات في كل يوم تـــــدار وشموس مضيـئة للبرايـــــــــــا = في نهار وفي الدجى أقمـــــار ورياح تهب مــــــــــن كل فج = وبروق وراءها أمطــــــــــــار إن شــــــأن الإله شـــــأن كبير = جل ربا وجــــــــلت الآثـار والذي قد ذكــــــــرت دل على = الله نفوسا لها هوى واعتــبار
وقد ذكر الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين : ما يجب الإيمان به في صفات الباري جل جلاله مبينا قدرة الصانع وعلمه المحيط بكل شيء فقال :
يجب العلم بأن صانع العالم قادر وأنه تعالى في قوله : ( وهو على كل شيء قدير) صادق، لأن العالم محكم في صنعته مرتب في خلقته ومن رأى ثوبا من ديباج حسن النسج والتأليف متناسب التطريز والتطريف ، ثم توهم صدور نسجه عن ميت لا استطاعة له ، أو عن إنسان لا قدرة له ، كان منخلعا عن غريزة العقل ، ومنخرطا في سلك أهل الغباوة والجهل . علمه المحيط بكل شيء :
والعلم بأنه تعالى عالم بجميع الموجودات ومحيط بكل المخلوقات لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء صادق في قوله ( وهو بكل شيء عليم ) ومرشد إلى صدقه بقوله تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) أرشدك إلى الاستدلال بالخلق على العلم بأنك لا تستريب في دلالة الخلق اللطيف والصنع المزين بالترتيب ولو في الشيء الحقير الضعيف على علم الصانع بكيفية الترتيب والتوصيف، فما ذكره الله سبحانه هو المنتهى في الهداية والتعريف ."
نعم الله تعالى عند الجوهرى تدعونا لمحبته تعالى : "وقد ذكر الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره بيان نعم الله تعالى علينا في ابداع الخلائق ، وما فيها من جمال باهر واتقان ظاهر لنحبه ونمجده فقال :
"الله أكبر . جل الله وجل العلم وجلت الحكمة ، اللهم إنك أريتنا جمالك في أجسامنا ونظامها وترتيب أعضائها وفيما يتحرك من أعلى إلى أسفل وفي أبعاد كواكبك وفي حركاتها وفيما تنطق به من الأشعار مشاكلة لما أتقنت أنت من حركات الأفلاك وأبعادها ، اللهم إن هذا هو الجمال الذي من حرم منه فقد حرم من مقصود هذه الحياة ومن جمال الحياة الأخرى. اللهم إن العلم هو السعادة التي بها رأينا ما تنطق به الأطيار من الأسجاع وما ينطق به الإنسان من الأشعار على أوزان نظام أبعاد الكواكب ونظام حركاتها ، هذا هو الجمال وهذه هي السعادة النفسية الباقية الأبدية. آثار السلف في فضل النعم
إن الذي يقرأ في كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآثار السلف الصالح يجد فيها بيان فضل المنعم جل جلاله على عباده بنعمه التي لا تعد ولا تحصى فيحبه ويسارع إلى مرضاته.
وهذه بعض أقوال السلف الصالح في ذلك :
فعن طلق بن حبيب رضي الله عنه قال : ( إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد وإن نعم الله أكثر من أن تحصيها العباد ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين) .
فنعم الله كثيرة يجب على العباد أن يحبوا الله تعالى ويحمدوه عليها وإن كان الحمد نعمة يجب شكرها .
فقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ( ما قال عبد قط الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقول الحمد لله . فقيل فما جزاء تلك النعمة ؟ قال : جزاؤها أن يقول الحمد لله فجاءت نعمة أخرى فلا تنفذ نعم الله).
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن سليمان التيمي رضي الله عنه قال: ( إن الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على قدرهم ) .
فكلما نظر الإنسان حوله رأى نعم الله تعالى فلو أغمض عينيه لحظة ليعرف فضل نعمة البصر مثلا لسجد شكرا لله تعالى وهام قلبه يحبه ليلا ونهارا لأن نعم الله تعالى ليست في الطعام والشراب فحسب .
فقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال : ( يا ابن آدم إذا أردت أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك ) .
كما أخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه).
فأفضل نعمة على العباد هي معرفة لا إله إلا الله لأنها أكبر نعمة في الدنيا والآخرة لأن الله تعالى أحبهم فاختارهم لتوحيده فيجب عليهم أن يحبوه ويتفانوا في سبيله.
فقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن سفيان بن عيينه رضي الله عنه قال : ( ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إله إلا الله ، وإن لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا) .
فمن عرف نعم الله تعالى علم عجزه عن معرفتها وشكرها . فقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن صالح قال : ( كان بعض العلماء إذا تلا : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) قال سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكرا كما شكر علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله إيمانا علما منه أن العباد لا يجاوزون ذلك).
فلو ظل الإنسان عابدا لله تعالى من بداية الدنيا إلى نهايتها لم يوف شكره سبحانه ولو على أقل نعمة من نعمه .
وقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال : ( قال داود عليه السلام رب أخبرني ما أدنى نعمتك علي ؟ فأوحى الله يا داود تنفس فتنفس فقال هذا أدنى نعمتي عليك ).
ويجب على المؤمن أن يعتقد أنه لو عبد الدهر كله ولم يذنب ذنبا فلم يوف حق الله تعالى عليه .
فقد أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال عبد الله عابد خمسين عاما فأوحى الله إليه أنى قد غفرت لك قال يارب وما تغفر لي ولم أذنب فأذن الله تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل ثم سكن فنام تلك الليلة فشكا إليه. فقال : ما لقيت من ضربات العرق ؟ قال الملك : إن ربك يقول إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق )."
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:24 pm | |
| نعمة العقل المحبة والألفة
"قال اسماعيل حقي في روح البيان مبينا عجزنا عن حصر النعمة فضلا عن شكرها فقال : نعمة الله الفائضة عليكم لا تطيقوا حصرها وضبط عددها ولو إجمالا فضلا عن القيام بشكرها .فتجاوز عن تقصيركم في شكرها لأنه عظيم الرحمة والنعمة فلا يقطعها عنكم مع استحقاقكم للقطع والحرمان بسبب ما أنتم عليه من العصيان ولا يعاجلكم بالعقوبة على كفرانها ، قال سيدى ابن عطاء : إن لك نفسا وقلبا وروحا وعقلا ومحبة ودينا ودنيا وطاعة ومعصية وابتداء وانتهاء وحينا واصلا وفضلا فنعمة النفس الطاعات والإحسان والنفس فيهما تتقلب ونعمة القلب : اليقين والإيمان هو فيهما يتقلب ونعمة الروح : الخوف والرجاء وهو فيهما يتقلب ونعمة العقل : المحبة والألفة والمواصلة والأمن من الهجران وهو فيها يتقلب.
وهذا تفسير قوله ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) واعلم أنه لو صرف جميع عمر الإنسان إلى الأعمال الصالحة وإقامة الشكر لما كافأ نعمة الوجود فضلا عن سائر النعم :
لو عشــت ألف عام = في سـجدة لربـــي شـكرا لفضل يــــوم = لم أقض بالتــــمام والعام الف شـــــهر = والشهر الف يــوم واليوم ألف حــــين = والحين ألف عــام
دعاء الحب
إلهي وحبيبي وسيدي ومولاي ها أنذا عُبيدك أحوج الناس إلى رحمتك وأفقر الخلق لغناك وأذل الورى لعزتك وأحقرهم أمام عظمتك وأقل البرايا شأنا أمام كبريائك وأعجزهم أمام قدرتك وأضعف الكائنات أمام قوتك وأولاهم بعطائك ومنتك مولاي إني معترف بكثرة ذنوبي ومقر بسيء عيوبي فاغفر لي واجعلني محبوبا لك فإني أحبك لذاتك العلية وصفاتك الأزلية وأسمائك العليا ، وأحب آلائك وثوابك لأني أراك فيها وإن كنت مقصرا في طاعتك ظالم لنفسي كثير الخطايا والذنوب والغفلة عن حضرتك وذكرك وشكرك ولكني أحبك ولم أشرك بك شيئا وأحب حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما تحب .
فسبحانك ربي ما أعظم شأنك وأجل سلطانك وسبحانك ربي ما أكثر نعمك وأعظم عطاياك توجهت إرادتك لخلقنا وإبرازنا في الوجود فاخترتنا من سائر خلقك لنكون من بني آدم الذين كرمتهم على كثير ممن خلقت وهديتنا إلى الإيمان بدين الحق بمحض فضلك وعنايتك .
وجعلتنا من أمّة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم صفوة رسلك وأفضل خلقك ورزقتنا معرفتك ووفقتنا لطاعتك وعرفتنا سبيل محبتك وغمرتنا بنعمك فرزقتنا الزوجة والأولاد وألقيت في القلوب لنا محبة عند الأهل والأصحاب وتفضلت علينا بكثرة الخيرات والزروع والثمرات ومن كل ما سألناك أعطيتنا ووهبتنا المال والعزة والكرامة ، وإن كنا لا نستحق شيئا من ذلك ولكنك المتفضل الكريم الحنان.
سبحانك تكرمت علينا وعاملتنا بما أنت أهله لقولك سبحانك : {قل كل يعمل على شاكلته } فلم تعاملنا بذنوبنا ولم تؤاخذنا بتقصيرنا في حقك بل فتحت لنا باب التوبة ودعوتنا إليه فكم دعوناك سيدي ونحن لا نستحق شيئا فأجبتنا فضلا وكرما وكم وقعنا في كرب فرفعته بإعانتك وفضلك وكم كنا في نعمة ولم نشكرها فلم تعاقبنا وتسلبها منا وكم كنا في بلية ولم نصبر فلم تبقها بل رفعتها بإحسانك ومنك.
وكم كنا في مرض فشفيتنا مع غفلتنا عن ذكرك ونسياننا لأمرك ولأمر حبيبك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ولكن ليس استهانة بك ولا جرأة عليك فسبحانك من إله عظيم كريم يفتح باب الوصال لمن قصد بابه ، وإن لم يكن أهلا لمحبتك فأنت أهل التقوى والمغفرة وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."
محبة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
"هذا ولما كانت الخصلة الأولى من الحديث تشتمل على حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الأخر كان لزاما علينا بيان محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن سبق بيان محبة الله تعالى .
وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
لقد ورد الأمر بوجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن العظيم والسنة النبوية فمن القرآن الكريم قال تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة آية : 24 قال القاضي عياض : فكفى بهذا حضا وتنبيها ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وآله وسلم إذ قرّع تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله تعالى : (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) ثم فسقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله .
وأما السنة النبوية المطهرة فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)). رواه البخاري ومسلم والنسائي
وفي رواية مسلم : (( لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين )).
وفي رواية الإمام أحمد : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه )).
وفي رواية البخاري عن عبد الله بن هشام قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك )) مخاطبا به لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال القاضي عياض : إن ذلك شرط في صحة الإيمان وأما حمل المحبة على معنى التعظيم والاجلال : فقد قيل إن اعتقاد الاعظمية ليس مستلزما للمحبة اذ قد يجد الإنسان إعظام شئ مع خلوه من محبته فعلى هذا من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه .
وعن علي رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه)). رواه الديلمي والشيرازي وابن النجار
قال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله وأحبو آل بيتي لحبي ) رواه الترمذي."
وجوب محبة أهله وعترته :
"فقد بين تقديم صلى الله عليه وآله وسلم أن الإيمان لا يتم إلا إذا كان المؤمن يحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من حبه لنفسه ويحب أهله أكثر من حبه لأهله وعترته أكثر من عترته.
فعن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته )). رواه الطبراني والبيهقي
وأن يختلط الحب بقلب المحب لأنه صلوات الله وسلامه عليه بشر المحب الذي اختلط قلبه بحبه صلى الله عليه وآله وسلم بتحريم جسده على النار فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( ما اختلط حبي بقلب أحد فأحبني إلا حرم الله جسده على النار )). رواه أبو نعيم ورمز السيوطي لصحته .
وقال الحفني عند قوله (حرم الله جسده على النار ) فلا يدخلها أصلا بل يدخل الجنة مع السابقين.
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : " الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمحق للخطايا من الماء للنار والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عتق الرقاب وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من مهج الأنفس ومن الضرب في السيف في سبيل الله " . رواه ابن عساكر والأصبهاني عن أبي بكر موقوفا وحكمه الرفع .
ولقد بلغ الصحابة الأجلاء قمة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان بعض الصحابة لا يصرف بصره عنه محبة فيه صلى الله عليه وآله وسلم . "
منحنا الله به منح الدنيا والآخرة قال شهاب الدين القسطلاني في كتابه المواهب اللدنية في وجوب محبته صلى الله عليه وآله وسلم : فإذا كان الإنسان يحب من منحه في دنياه مرة أو مرتين معروفا فانيا منقطعا أو استنقذه من مهلكة أو مضرة لا تدوم فما بالك بمن منحه منحا لا تبيد ولا تزول ووقاه من العذاب الأليم ما لا يفنى ولا يحول وإذا كان المرء يحب غيره على ما فيه من صورة جميلة وسيرة حميدة فكيف بهذا النبي الكريم والرسول العظيم الجامع لمحاسن الأخلاق والتكريم المانح لنا جوامع المكارم والفضل العميم فقد أخرجنا الله به من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان وخلصنا من نار الجهل إلى جنات المعارف والإيقان فهو السبب لبقاء مهجنا البقاء الأبدي في النعيم السرمدي فأي إحسان أجل قدرا وأعظم خطرا من إحسانه إلينا فلا منة لأحد بعد الله كما له علينا ولا فضل لبشر كفضله لدينا فكيف ننهض ببعض شكره أو نقوم من واجب حقه بمعشار عشره فقد منحنا الله به منح الدنيا والآخرة وأسبغ علينا نعمه باطنة وظاهرة فاستحق أن يكون حظه من محبتنا له أوفى وأزكى من محبتنا لأنفسنا وأهلينا وأموالنا والناس أجمعين بل لو كان في منبت كل شعرة منا محبة تامة له صلوات الله وسلامه عليه لكان ذلك بعض ما يستحقه علينا.
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:25 pm | |
| تقديم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على النفس :
عن عبد الله بن هشام أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله : ((لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الآن يا عمر)). رواه البخاري قال بعض الزهاد : تقدير الكلام لا تصدق في حبي حتى تؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه الهلاك وأما وتوقفه رضي الله عنه في أول أمره واستثناؤه نفسه فلأن حب الإنسان نفسه طبع وحب غيره اختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع عما جبلت عليه وعلى هذا فجواب عمر أولا كان بحسب الطبع. ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والآخرة فاخبر بما اقتضاه الاختيار فلذلك حصل الجواب بقوله الآن : (( يا عمر )) . أي الآن عرفت فنطقت بما يجب عليك . واعلم أنه لا يمكن أن يجتمع في القلب حبان أي حبه وحب الدنيا فإن المحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب فليتخير المرء لنفسه محبوبا كائنا ما كان كما قيل : أنت القتيل بأي من أحببته = فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي فيجب علينا أن لا نختار حبيبا غير سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل نقدمه في المحبة على الأنفس والآباء والأبناء إذ لا يتم الإيمان إلا بها لان محبته فرض عين على مسلم ومسلمة . قال سيدي ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه :
ألا يا محــــب الله فازدد صبابة = وضمخ لسـان الذكر منك بطيبه ولا تـــعبأن بالمبطلـــــــين فإنما = علامــة حب الله حـب حبيبه
تقديم محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الوالد والولد
وكذلك يجب تقديم محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبجيله وتوقيره ، على محبة الوالد والولد والمال والناس . فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)). رواه البخاري فقد أقسم صلى الله عليه وآله وسلم على نفي الإيمان الكامل عمن لم يقدم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على محبة الوالد والولد .
ولم يذكر الأم لأنـها تدخل في لفظ الوالد ، لأنه أريد به الوالدين فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر وكذلك يجب تقديم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على المال والناس أجمعين :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )). متفق عليه.
وفي رواية لمسلم : ( لا يؤمن عبد – وفي رواية الرجل – حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين ). ما معنى محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن معنى محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميل والموافقة لمراد رسول الله تعالى أي لكل أمر يحبه والبغض لكل شيء يبغضه.
قال القاضي عياض في كتابه ( الشفا ) : اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكثرت عباراتهم في ذلك وليست ترجع بالحقيقة إلى اختلاف مقال ولكنها اختلاف أحوال .
فقال سفيان : المحبة اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كأنه التفت إلى قوله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة آل عمران آية : 31
وقال : بعضهم محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اعتقاد نصرته والذب عن سنته والانقياد لها وهيبة مخالفته .
وقال بعضهم : المحبة دوام الذكر للمحبوب .
وقال آخر : إيثار المحبوب .
وقال بعضهم : المحبة الشوق إلى المحبوب.
وقال بعضهم : المحبة مواطأة القلب لمراد الرب يحب ما أحب ويكره ما كره . وأكثر العبارات المتقدمة إشارات إلى ثمرات المحبة دون حقيقتها وحقيقة المحبة الميل إلى ما يوافق الإنسان وتكون موافقته له إما لاستلذاذه بإدراكه كحب الصور الجميلة والأصوات الحسنة والأطعمة والأشربة اللذيذة وأشباهها مما كل طبع سليم مائل إليها لموافقتها له أو لاستلذاذه بإدراكه بحاسة عقله وقلبه معاني باطنة كحب الصالحين والعلماء وأهل المعروف والمأثور عنهم السير الجميلة والأفعال الحسنة فإن طبع الإنسان مائل إلى الشغف بأمثال هؤلاء حتى يبلغ التعصب بقوم لقوم والتشيع من أمة في آخرين ما يؤدي إلى الجلاء عن الأوطان وهتك الحرم وإخذام النفوس ( اى تقطيعها ) .
أو يكون حبه إياه لموافقته له من جهة إحسانه له وإنعامه عليه فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها فإذا تقرر لك هذا نظرت هذه الأسباب كلها في حقه صلى الله عليه وآله وسلم فعلمت أنه صلى الله عليه وآله وسلم جامع لهذه المعاني الثلاثة الموجبة للمحبة .
الصدق في محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
"إن الصادق في محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتجلى صدقه في اتباع سنته بعد أداء الفرائض واجتناب المحارم والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه والاقتفاء لآثاره وتوقيره وبره ومحبة آل بيته وكثرة الصلاة والسلام عليه والزهد في الدنيا ومجانبة أهل الغفلة والهوى وحب المساكين وكثرة ذكره والشوق إلى لقائه في الآخرة ورؤيته في المنام وزيارته في الدنيا ومحبة كل ما يحبه صلى الله عليه وآله وسلم. كل مؤمن لا يخلو من محبته صلى الله عليه وآله وسلم : قال القرطبي : كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شئ من تلك المحبة الراجحة غير أنهم متفاوتون فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ومنهم من أخذ بالحظ الأدنى كمن كان مستغرقا في الشهوات محجوبا بالغفلات في أكثر الأوقات لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم اشتاق إلى رؤيته بحيث يؤثرها على أهله وماله وولده ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة ويجد رجحان ذلك من نفسه وجدانا لا تردد فيه وقد شوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر لما وقر في قلوبهم من محبته صلى الله عليه وآله وسلم غير أن ذلك سريع الزوال لتوالي الغفلات .
فكل مسلم في قلبه محبة الله ورسوله إذ لا يدخل في الإسلام إلا بها والناس متفاوتون في محبته صلى الله عليه وآله وسلم بحسب استحضار ما وصل إليهم من جهته عليه الصلاة والسلام من النفع الشامل لخير الدارين والغفلة عن ذلك ولا شك أن حظ الصحابة رضي الله عنهم في هذا المعنى أتم لأن هذا ثمرة المعرفة وهم بها أعلم وهذه الصحابيـة الجليلة التي فقدت أعز الناس إليها في الحياة وهم أبوها وأخوها وزوجها ولكنها لم تنسى حبيبها صلى الله عليه وآله وسلم بل أظهرت أن هؤلاء جميعا ليسوا شيئا بجانب وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما ذلك إلا كمال الحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال العلامة العارف بالله تعالى الشيخ يوسف النبهاني : اعلم أن محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون واليها يشخص العاملون وعليها يتفانى المحبون وبروح نسيمها يتروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات وهي روح الإيمان والأعمال والأحوال والمقامات ."
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:26 pm | |
| المحبة حياة القلوب
"وعلي ذلك فإن حياة القلب إنما تكون بمحبة الله تعالى ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لا سعادة في الدنيا والآخرة إلا للمحبين الذين قرت أعينهم بحبيبهم وأطمأنت نفوسهم إليه وهامت قلوبهم به حتى تنعموا بقربه وذاقوا حلاوة محبته لأن في القلب ظمأ شديدا لا يروى إلا بمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. قال بعض العارفين : ولن يصل العبد إلى هذه المنزلة العلية والمرتبة السنية حتى يعرف الله ويهتدي إليه بطريق توصله إليه ويخرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة فيقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة فينجذب لها بكليته ويزهد في المتعلقات الفانية ويدأب في تصحيح التوبة والقيام بالمأمورات الظاهرة والباطنة وترك المنهيات الظاهرة والباطنة ثم يقوم حارسا على قلبه فلا يسامحه بخطرة يكرهها الله تعالى ولا بخطرة فضول لا تنفعه فيصفو لذلك قلبه بذكر ربه ومحبته والإنابة إليه فحينئذ يجتمع قلبه وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه فإذا صدق في ذلك رزق محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واستولت روحانيته على قلبه فجعله إمامه وأستاذه ومعلمه وشيخه وقدوته كما جعله الله نبيه ورسوله وهاديه فيطالع سيرته صلى الله عليه وآله وسلم ومبادئ أموره وكيفية نزول الوحي عليه ويعرف صفاته وأخلاقه وآدابه وحركاته وسكونه ويقظته ومنامه وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه إلى غير ذلك مما منحه الله تعالى حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه .
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
إن محبتنا لرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم لأمور كثيرة أهما أن الله عز وجل أحبه واختاره من خلقه واصطفاه لرسالته وفضله على جميع مخلوقاته كما قال صاحب الجوهرة :
وأفضل الخلق على الإطلاق = نبينا فمل عن الشـــقاق
وأوجب الله تعالى محبته وطاعته ، وقرنهما بمحبته سـبحانه وطاعته ، والآيات والأحاديث الأدلة على ذلك في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم صريحة وكثيرة وكذلك أمرنا هو صلى الله عليه وآله وسلم بذلك .
وأحبته جميع الخلائق من الإنسان والجن والملائكة والحيوانات والنباتات والجمادات.
حب الله تعالى وتكريمه لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم
لقد بلغ من حب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن كرمه الله تكريما لم ينله أحد من الخلق ففضله على العالمين ، فكرم ذاته الشريفة وعقله وقلبه وفؤاده وصوته ونطقه ولسانه ويده وعينيه وسمعه وبصره ووجهه وصدره وظهره ورؤياه ودثاره ونسبه وآل بيته ونسائه وأصحابه وبلده وحجراته وعصره ولغته وأمته وأسمائه وكل مايتصل به صلوات الله وسلامه عليه ، فأي تكريم بعد هذا التكريم العظيم ، وأي محبة بعد هذه المحبة الإلهية وإليك بعض هذه الآيات القرآنية التي تشير إلى ذلك .
لقد كرم الله تعالى ذاته الشريفة ففضله على العالمين بدليل قوله تعالى في سورة الأنعام بعد أن ذكر ثمانية عشر رسولا وذكر إمامهم صلى الله عليه وآله وسلم : (وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام ، آية : 86
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون فضلوا على العالمين وحبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم سيد ولد آدم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر)). رواه البخاري ومسلم . وبذلك يكون عليه الصلاة والسلام أفضل العالمين . ومدح الله تعالى عقله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظه من الضلال والزيغ قال الله تعالى : (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) سورة النجم ، آية : 2 وذكر قلبه الشريف بقوله سبحانه وتعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) سورة الشعراء ، آية : 193/194
وطهر فؤاده صلى الله عليه وآله وسلم وكرمه تكريما عظيما قال الله تعالى : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) سورة النجم ، آية : 11
وثبت بصره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وحفظه من الزيغ والطغيان فهو بصر مطهر محفوظ بالعناية الإلهية قال الله تعالى : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) سورة النجم ، آية : 17
وشرف صوته حتى جعل رفع الصوت في حضرته صلوات الله وسلامه عليه محبطا للأعمال . قال الله تعالى : (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) سورة الحجرات ، آية : 2
وحفظ نطقه الشريف وطهره بقوله تعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) سورة النجم ، آية : 3/4
وذكر لسانه الشريف بقوله سبحانه وتعالى : (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ) سورة مريم ، آية : 97
وكرم يده صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها نيابة عن يد الحق تبارك وتعالى قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) سورة الفتح ، آية :10
وكرم وجهه صلى الله عليه وآله وسلم فاستجاب لتقلبه في السماء قال تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) سورة البقرة ، آية : 144
وشرح صدره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وملأه نورا وحكمة ويقينا وتشريفا لمقامه العظيم قال الله تعالى: ( ألم نشرح لك صدرك ) سورة الإنشراح ، آية : 1
وسجل رؤياه الصادقة بدخول المسجد الحرام في القرآن العظيم قال تعالى : (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً ) سورة الفتح ، آية : 27
بل لقد ذكر دثاره صلى الله عليه وآله وسلم وما يتزمل به عند نزول الوحي تأنيسا لحاله وملاطفة له وسمى سورتين في القرآن المجيد بذلك قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) سورة المزمل ، آية :1/2 وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ) سورة المدثر ، آية : 1/2 وما ذلك إلا لمنتهى التكريم والمحبة له صلى الله عليه وآله وسلم ."
شرف آل البيت [ رضى الله عنهم وارضاهم ]
"وأثنى على أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وطهرهم وأعلى مقامهم إكراما لذاته الشريفة ومكانته العالية عند ربه سبحانه وتعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) سورة الأحزاب ، آية : 33
وحث على برهم ومودتهم قال الله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) سورة الشورى ، آية : 33
وأمرنا أن نصلي عليهم فقال سبحانه وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) سورة الأحزاب ، آية : 56
فلما نزلت هذه الآية قال بشير بن سعد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا الله أن نصلى عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : ((قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ….) الخ . رواه مسلم .
وفضل ابنته فاطمة على نساء العالمين جميعا وليس على عالم زمانها كالسيدة مريم الصديقة وجعل ولديها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وعمه حمزة سيد الشهداء جميعا وما ذلك إلا لمحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ورفع قدر نسائه صلوات الله وسلامه عليه وفضلهن على نســــاء العالمين قال تعالى : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) سورة الأحزاب ، آية 32
وجعلهن أمهات المؤمنين مراعاة لحرمته صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) سورة الأحزاب ، آية : 6."
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:28 pm | |
| منزلة الصحابة الأجلاء [رضى الله عنهم وارضاهم ]
"ومدح أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم وفضلهم تفضيلا عظيما وذكرهم في التوراة والإنجيل تكريما لصحبتهم لسيد العالمين صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ) سورة الفتح ، آية 29
ومدح أفضلهم وهو سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه. في قوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) سورة التوبة ، آية : 40
وفضل بلده التي نشأ فيها وسمى سورة في القرآن باسمها وأقسم بها تكريما لحلوله فيها قال الله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ . وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) سورة البلد ، آية : 1/2
وذكر حجراته صلى الله عليه وآله وسلم التي كان يسكن فيها وجعل سورة في القرآن باسمها وأدب الذين ينادونه صلى الله عليه وآله وسلم من وراء الحجرات بقوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) سورة الحجرات ، آية : 4
الأمة المحمدية خير الأمم وفضل له أمته وجعلها خير أمه أخرجت للناس جميعا محبة فيه وتكريما وتشريفا وتعظيما لمقامة السامي ومنزلته الرفيعة صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) سورة آل عمران ، آية 110
وجعلها شهيدة على الأمم جميعا قال الله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) سورة البقرة ، آية : 143
وفضل عصره الذي كان يعيش فيه وأقسم به تكريما لذاته الشريفة وحياته العظيمة لذا قال كثير من المفسرين في قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) سورة العصر ، آية : 1/2
أي أقسم بعصر النبوة لقوله عليه الصلاة والسلام : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ). رواه البخاري.
وكذلك كرم لغته فجعلها لغة أهل الجنة قال تعالى : (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) سورة الشعراء ، آية :195
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ) رواه الترمذي
وأقسم الله بعمره صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقسم بأحد من البشر أو الملائكة قال الله تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) سورة الحجر ، آية : 72 وأقسم على إنعامه عليه وعظيم قدره لديه وأنه ما ودعه ولا قلاه قال الله تعالى : (وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) سورة الضحى ، آية : 1/3 وطهر نسبه الشريف فقال الله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ. الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ. وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) سورة الشعراء ، آية : 217/219
قال الألوسي في تفسيره (1) واستدل بالآية على إيمان أبويه صلى الله عليه وآله وسلم كما ذهب إليه كثير من أجلة أهل السنة وأنا أخشى الكفر على من يقول فيهما رضي الله عنهما بغير ذلك "
كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى
"وذكر الله تعالى أسماءه الشريفة وجعل سورة باسمه العظيم وهي سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) سورة محمد ، آية : 2 وقد ذكر العلماء : أن الأفضل على الاطلاق في الأسماء هو اسمه صلى الله عليه وآله وسلم .محمد وأحمد ولذلك ذكره سبحانه بقوله : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) سورة الصف ، آية : 6 وقال كثير من المفسرين : لقد أقسم الله تعالى باسمه المبارك وبالقرآن الحكيم على تحقيق رسالته . قال الله تعالى : (يّـس.وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ .عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة يس ، آية : 1/4 وخاطبه سبحانه وتعالى بقوله : (طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) سورة طه ، آية :1/2 وسماه الله تعالى باسمين من أسمائه الحسنى قال الله تعالى : ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة ، آية : 128 وسماه تعالى نورا قال الله تعالى : (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) سورة المائدة ، آية : 15 فقال كثير من المحققين هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي سماه نورا وسماه سراجا منيرا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً) سورة الأحزاب ، آية : 46 وأقسم سبحانه على ما خصه به من الخلق العظيم وحباه من الفضل العميم قال الله تعالى : (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ. وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم ، آية : 1/4 أي مدحه بجوامع المحاسن وأعظم الأخلاق والمحامد وتلك منحة كبرى تفوق الوصف والبيان. وجعل رسالته رحمة للعالمين جميعا قال الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). سورة الأنبياء ، آية : 107 وامتن على المؤمنين ببعثته قال الله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) سورة آل عمران ، آية : 164 ولم يمتن سبحانه في القرآن إلا بهذه المنة ومنة الإيمان فقط قال تعالى : ( بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ). سورة الحجرات ، آية : 17"
بعض منح الله تعالى للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :
"ومنحه الفتح والمغفرة والهداية والنصر ابتداء من الحق تبارك وتعالى قبل الطلب والدعاء قال الله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً.وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً) سورة الفتح ، آية : 1/3 واختصه الله بالعناية والرعاية الخاصة قال تعالى : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) سورة الطور ، آية : 48 وتولى الله تعالى عصمته صلى الله عليه وآله وسلم من الناس والدفاع عـنه قال الله تعالى : ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) سورة المائدة ، آية : 67 ودافع عنه وشنع على مبغضه : قال الله تعالى : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) سورة الكوثر ، آية : 3 أي مبغضك هو المقطوع عن كل خير . ومنحه الله تعالى السبع المثاني والقرآن العظيم قال الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) سورة الحجر ، آية : 87 وأذن الله تعالى له في الكوثر قال الله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) سورة الكوثر ، آية : 1 وأعطاه الله الشفاعة العظمى والمقام المحمود قال الله تعالى : ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) سورة الإسراء ، آية : 79 بل وأعطاه الله تعالى حتى يرضى قال الله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) سورة الضحى ، آية : 5 فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( إذن والله لا أرضى قط وواحد من أمتي في النار)) وأراه أكبر آياته قال تعالى : (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) سورة النجم ، آية : 18"
أخذ العهد على الأنبياء [ عليهم السلام ] :
"ولم يبعث الله تعالى نبيا من آدم [عليه السلام ] فمن بعده إلا أخذ عليه العهد أن يؤمن به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وينصره ويأخذ بذلك العهد على قومه قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) سورة آل عمران ، آية : 81 وما ذلك إلا رفعة لمكانته وإعلاء لذكره في العالمين في كل مكان وزمان . وأن الله تعالى جعل طاعته صلى الله عليه وآله وسلم طاعة لله ومبايعته مبايعة له سبحانه واتباعه موجبا لمحبته تعالى وسببا لمغفرته. قال الله تعالى : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) سورة النساء ، آية : 80 وقال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) سورة الفتج ، آية : 10 وقال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة آل عمران ، آية : 31 وأن الله تعالى علمه صلى الله عليه وآله وسلم من لدنه علما وأسبغ عليه فضله العظيم قال الله تعالى : (َ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) سورة النساء ، آية 113 وأعلى شأنه فجعل إتيانه صلى الله عليه وآله وسلم واستغفاره لأمته سببا لقبول توبتهم قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) سورة النساء ، آية : 64 وأمر المؤمنين أن يتأدبوا معه صلى الله عليه وآله وسلم في النداء قال الله تعالى : ( لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) سورة النور ، آية : 63 أي لا تنادونه باسمه مجردا بل يجب نداؤه بألفاظ النبوة أو الرسالة أو السيادة .
| |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-17, 9:29 pm | |
| صلاة الله تعالى وملائكته والمؤمنون
وخصه الله تعالى بالصلاة عليه وملائكته وأمر المؤمنين بها قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) سورة الأحزاب ، آية : 56 ورفع العذاب عن أمته إكراما له صلى الله عليه وآله وسلم فحفظهم من الصواعق والخسف والمسخ. قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) سورة الأنفال ، آية : 33 وجعل الإيمان لا يتم إلا بالتسليم له صلى الله عليه وآله وسلم والرضا بحكمه قال الله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) سورة النساء ، آية : 65 وأمر المؤمنين أن يرضوه صلوات الله وسلامه عليه وأن يتبعوا هديه ويجتنبوا نهيه قال الله تعالى : (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ) سورة التوبة ، آية : 62 وقال الله تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الحشر، آية : 7 ونادى أنبياءه بأسمائهم كقوله تعالى : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) سورة مريم ، آية : 12 وقوله سبحانه : ( يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ ) سورة هود ، آية : 48 وهكذا مع غيره من الأنبياء ولكنه لم يوجه النداء لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه مجردا بل ناداه بألقاب التكريم والتشريف والتعظيم قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) سورة المائدة ، آية : 67 وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) سورة الأحزاب ، آية : 45 وجعله الله تعالى هاديا لنا ليخرجنا من الظلمات إلى النور ويوصلنا إلى جنات النعيم . قال الله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى ، آية : 52 وقال الله تعالى : (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سورة ابراهيم ، آية : 1 وأعطاه الله تعالى مقاما عظيما وفضلا كبيرا ليعطي منه من يشاء قال الله تعالى : ( حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ) سورة التوبة ، آية : 59 وخصه برؤية الله تعالى فقال لسيدنا موسى عليه السلام: ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ) ولكنه أشهد حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم ذاته العلية بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة ولا انحصار ليلة الإسراء والمعراج من غير سؤال ولا طلب قال الله تعالى : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) سورة النجم ، آية : 8/10 وحرم أزواجه على المؤمنين من بعده صلى الله عليه وآله وسلم مراعاة لحرمته الشريفة لأنهن أمهات المؤمنين إكراما له صلوات الله وسلامه عليه قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) سورة الأحزاب ، آية : 53. "
محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مقرونة بحب الله تعالى :
"وجعل محبته صلى الله عليه وآله وسلم مقرونة بمحبة الله تعالى وإنها يجب أن تكون مقدمة على كل محبوب لدى الإنسان قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ) سورة التوبة ، آية : 24 ورفع ذكره في العالمين ،قال الله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) سورة الإنشراح ، آية : 4 فجعل اسمه صلوات الله وسلامه عليه مقرونا باسمه سبحانه وتعالى في كل أذان وإقامة وتشهد وهكذا ، لم يخل زمان ولا مكان من ذكره صلى الله عليه وآله وسلم. وصدق شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسان بن ثابت [ رضى الله عنه ] إذ يقول :
وضم الاله اسم النــبي إلى اسمه = إذا قال في الخمس المؤذن اشــهد وشق له من اســــــمه ليجلـــــــه = فذو العرش محمــود وهذا محمـــــــد
إلى غير ذلك من المنح والخصائص التي لا تحصى والآيات في ذلك مستفيضه . ونختم هذه الآيات الكريمة بقوله تعالى : (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) سورة التحريم ، آية : 4 ففي هذه الآية الكريمة نرى محبة الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم وتأييده له ومناصرته على أزواجه ولم يكتف سبحانه وتعالى بقوله : ( فإن الله هو مولاه ) أي ناصره ومتوليه بل قال سبحانه : ( وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) وما ذلك إلا لبيان عظيم منزلته وكمال محبته وقربه من الله تعالى وإعلامنا بأن مجرد تكدير خواطره من نسائه لحظات يسيرة لأمر خطير أنزل الله تعالى بسببه قرآنا يتلى علما بأن نسائه أفضل المؤمنات وقد عفا عنهن بعد ذلك صلوات الله وسلامه عليه لما اعتذرن له عما وقع منهن كما ورد وهن أفضل النساء كما سبق أن ذكرنا والله تعالى أعلم ."
| |
|
| |
محمد الامام المدير العام
عدد المساهمات : 3043 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 64 الموقع : مدير منتدى ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-24, 10:00 am | |
| | |
|
| |
محمود حامد مشرف عام
عدد المساهمات : 434 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-24, 10:04 am | |
| | |
|
| |
عبد الكريم الحسينى
عدد المساهمات : 70 تاريخ التسجيل : 01/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2009-11-27, 6:05 am | |
| | |
|
| |
المستشارحسن
عدد المساهمات : 348 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 47 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-05-28, 12:02 am | |
| | |
|
| |
الشيماء المراقب العـام
عدد المساهمات : 1173 تاريخ التسجيل : 30/08/2009 العمر : 43 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-06-07, 7:00 pm | |
| | |
|
| |
doom
عدد المساهمات : 328 تاريخ التسجيل : 01/09/2009 العمر : 52 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-06-23, 6:10 pm | |
| | |
|
| |
هناء سلامه الادارة
عدد المساهمات : 945 تاريخ التسجيل : 31/12/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-08-20, 6:51 am | |
| | |
|
| |
طارق كساب
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 01/11/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-08-21, 10:14 pm | |
| | |
|
| |
نور الصباح المراقب العـام
عدد المساهمات : 705 تاريخ التسجيل : 30/08/2009 العمر : 39 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-08-30, 6:29 pm | |
| | |
|
| |
الشيماء المراقب العـام
عدد المساهمات : 1173 تاريخ التسجيل : 30/08/2009 العمر : 43 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-09-06, 9:34 pm | |
| | |
|
| |
محب ال البيت
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 06/11/2009 العمر : 44 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-09-14, 6:24 pm | |
| | |
|
| |
اشرف عماره
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 12/02/2010
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-10-24, 7:05 pm | |
| | |
|
| |
اشرف عماره
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 12/02/2010
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-10-24, 7:05 pm | |
| | |
|
| |
hisha
عدد المساهمات : 555 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 42 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-10-29, 7:33 pm | |
| | |
|
| |
حنان الامام
عدد المساهمات : 88 تاريخ التسجيل : 29/10/2010 العمر : 58 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-11-10, 6:54 pm | |
| | |
|
| |
ياسر ابو حمزه
عدد المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2010-11-18, 4:38 am | |
| | |
|
| |
المستشارحسن
عدد المساهمات : 348 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 47 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2012-04-26, 11:37 am | |
| | |
|
| |
محمد الامام المدير العام
عدد المساهمات : 3043 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 64 الموقع : مدير منتدى ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2013-08-21, 8:49 am | |
| | |
|
| |
doom
عدد المساهمات : 328 تاريخ التسجيل : 01/09/2009 العمر : 52 الموقع : ال البيت الكرام
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2013-08-26, 11:31 am | |
| | |
|
| |
حسن شحاته
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 26/11/2010
| موضوع: رد: حلاوة الايمان 2013-09-11, 1:39 pm | |
| | |
|
| |
| حلاوة الايمان | |
|